هل يغير "المهاجم الطويل" شكل المنافسة في الدوري الإنجليزي؟
كشفت صحيفة "ذا صن" البريطانية عن تحول لافت في توجهات أندية الدوري الإنجليزي الممتاز خلال سوق الانتقالات الصيفي، يتمثل في العودة إلى الاعتماد على "المهاجم الطويل"، بعد سنوات من تفضيل السرعة والتحرك في المساحات.
هذا التغير يأتي بعد عقد من هيمنة أسلوب الاستحواذ الذي رسّخه المدرب الإسباني بيب غوارديولا، والذي منح الأفضلية للمهاجمين السريعين على حساب أصحاب القامة الفارعة.
الصحيفة رصدت عددًا من التعاقدات التي تعكس هذا التوجه الجديد، أبرزها صفقة انضمام السويدي ألكساندر إيزاك (1.93 متر) إلى ليفربول، والفرنسي هوغو إيكيتيتي (1.90 متر) القادم من آينتراخت فرانكفورت.
كما عزز مانشستر يونايتد صفوفه بالسلوفيني بنجامين سيسكو (1.95 متر)، في حين تعاقد نيوكاسل مع الألماني نيك وولتيميد (1.98 متر) لتعويض رحيل إيزاك. ولم تقتصر هذه الظاهرة على الأندية الكبرى، إذ دخل فولهام على الخط باستعارة السويدي جونا كوسي أساري (1.95 متر) من بايرن ميونخ.
اقرأ أيضًا: السعودية تواجه مقدونيا والتشيك وديًا استعدادًا لملحق المونديال
فلسفة جديدة لمواجهة القوة البدنية
التحول نحو المهاجم الطويل في الدوري الإنجليزي الممتاز لا يقتصر على التعاقدات البارزة، بل يعكس تغيرًا جوهريًا في فلسفة اللعب نفسها. فمع تصاعد القوة البدنية للمدافعين، باتت الفرق بحاجة إلى مهاجمين يمتلكون القدرة على التفوق في الصراعات الهوائية، وفرض وجودهم داخل منطقة الجزاء، وهو ما أعاد الاعتبار لهذا النوع من اللاعبين.
تجربة مانشستر سيتي مع النرويجي إرلينغ هالاند (1.95 متر) كانت نقطة تحول حاسمة، إذ قاد الفريق لتحقيق ثلاثية تاريخية، أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، وذلك بعد عام واحد فقط من رحيل المهاجم القصير القامة سيرجيو أغويرو (1.73 متر). هذا النجاح أعاد تسليط الضوء على المهاجم التقليدي، القادر على الجمع بين الطول، القوة البدنية، والمهارة في التعامل مع الكرة.
وفي السياق ذاته، دفع هذا التحول مدرب آرسنال، ميكيل أرتيتا، إلى إعادة النظر في خياراته الهجومية، بعد تجربة غير ناجحة مع كاي هافيرتز، ليبدأ البحث عن مهاجم حقيقي يتناسب مع متطلبات اللعب الحديث، ويمنح الفريق القدرة على مواجهة التحديات البدنية المتزايدة في البريميرليغ.
اقرأ أيضًا:فان دايك بالصدارة.. تعرف على قائمة أفضل مُشتت للكرة في الدوري الإنجليزي
لماذا عاد المهاجم الطويل إلى البريميرليغ؟
عودة "المهاجم الطويل" إلى صدارة المشهد الإنجليزي تعكس رغبة الأندية في استعادة التوازن بين المهارة والهيمنة البدنية، وتؤكد أن كرة القدم الحديثة لا تزال تحتفظ بمكان للمهاجم التقليدي، خاصة في ظل التنافس الشرس على الألقاب والنتائج.
ومع اعتماد خطط مثل 4-3-3، بات المهاجم مطالبًا بأكثر من مجرد تسجيل الأهداف، إذ أصبح عنصرًا تكتيكيًا حاسمًا في بناء الهجمات، وخلق المساحات، ومواجهة الدفاعات الصلبة. هذا التحول يعيد للأذهان حقبة كانت فيها القامة الطويلة ميزة لا غنى عنها في خط الهجوم، ويبدو أن البريميرليغ يستعيدها من جديد.
