جورجيو أرماني يرسم ملامح مستقبل داره بهدوء
قال المصمم الإيطالي العالمي "جورجيو أرماني" Giorgio Armani، مؤسس دار الأزياء التي تحمل اسمه منذ ما يقارب الخمسين عامًا، إنه وضع خطة واضحة لمرحلة ما بعده داخل الشركة.
خطة مرحلة ما بعد الشركة، أو ما يُعرف بمرحلة الخلافة، تعني إعداد برنامج واضح يضعه المؤسس أو الرئيس الحالي لتأمين مستقبل الشركة بعد رحيله أو تقاعده.
وتشمل هذه الخطة تحديد القيادات الجديدة التي ستتولى المسؤوليات، وتوضيح آلية انتقال الصلاحيات بشكل تدريجي ومنظم، بما يضمن استقرار الإدارة ويحافظ على هوية العلامة التجارية واستمرارية نجاحها في السوق دون حدوث أي قطيعة مفاجئة.
وأوضح في حديثه مع صحيفة Financial Times أن هذه الخطة لا تقوم على انسحابه المفاجئ أو توقف دوره بشكل كامل، وإنما تعتمد على انتقال تدريجي ومدروس للمسؤوليات التي كان يتولاها بنفسه، بحيث يتسلمها المقربون منه وأفراد عائلته وفريق عمله الأساسي.
اقرأ أيضًا: جورجيو أرماني يكشف النقاب عن مشروع ARMANI/Archivio على هامش مهرجان البندقية
وأكد أن هذا النهج يهدف إلى ضمان استمرار نجاح الدار وعدم حدوث أي اضطراب أو خلل في إدارتها، مع الحفاظ على هوية العلامة واستقرارها في عالم الموضة، حتى تبقى وفية للرؤية التي أسسها قبل عقود.
وشدد أرماني، الذي ما يزال يتولى منصب المدير الإبداعي والرئيس التنفيذي في آن واحد، على أن المسؤوليات ستنتقل تدريجيًا إلى الدائرة المقربة منه، قائلاً: "خططي للخلافة تقوم على تسليم تدريجي للمهام التي تحملتها على مدار سنوات إلى من هم الأقرب إليّ، مثل "ليو ديل أوركو" Leo Dell’Orco، وأفراد عائلتي، وفريق العمل بأكمله".
ويُعد ديل أوركو، رئيس تصميم الأزياء الرجالية، أحد أبرز معاونيه وأكثر الشخصيات قرباً منه على مدى عقود.
تحديات دار أرماني الحالية
وجاءت هذه التصريحات في وقت لفت فيه غياب أرماني عن عروض ميلانو وباريس الأخيرة الأنظار، إذ اضطر للمرة الأولى منذ تأسيس الدار عام 1975 إلى التغيب عن المنصات بسبب مشكلات صحية.
هذا الغياب وُصف بأنه لحظة فارقة تعكس حجم التحديات التي يواجهها المصمم المخضرم، لكنه في الوقت ذاته أعاد النقاش حول مستقبل الدار بعده.
ومنذ تأسيسها بالشراكة مع الراحل "سيرجيو غاليوتي" Sergio Galeotti، تحولت دار أرماني إلى واحدة من أكثر علامات الموضة نفوذًا، محافظة على استقلاليتها وسط بيئة تسيطر عليها المجموعات العملاقة.
وفي عام 2024 وحده، حققت الشركة إيرادات بلغت 2.3 مليار يورو (2.69 مليار دولار)، ما يؤكد قوة نموذجها التجاري واستمرارها في المنافسة العالمية.
اقرأ أيضًا: جورجيو أرماني ويوفنتوس.. شراكة أنيقة للمواسم المقبلة
وعلى مدار مسيرته، لم يقتصر دور أرماني على كونه مصمماً للأزياء، بل أصبح رمزًا للموضة الإيطالية الحديثة ومصدرًا لإلهام أجيال من المصممين.
وبفضل تصاميمه التي مزجت البساطة بالفخامة، ساهم في إعادة تعريف الأناقة العصرية، وأصبح اسمه مرادفاً للرقي والنجاح. هذه المكانة جعلت خطط خلافته محط اهتمام عالمي، لاسيما مع حرصه على أن تكون "عضوية" ومبنية على روح الفريق.
تصريحات أرماني الأخيرة لاقت صدى واسعًا بين المراقبين، الذين اعتبروا أن تأكيده على الانتقال التدريجي يهدف إلى طمأنة السوق وحماية سمعة الدار.
فالدار لا تمثل مجرد علامة تجارية، بل إرثًا ثقافيًا واقتصاديًا، ومع انتقال القيادة تدريجياً إلى معاونيه وعائلته، يسعى أرماني إلى ضمان أن تظل الدار وفية لروحها المؤسسة، بعيدًا عن أي تغييرات جذرية قد تهدد استقرارها.
