أرماني يضحّي بالأرباح ليُحصّن إرث العلامة
في خطوة تعكس إيمان جورجيو أرماني العميق برؤية طويلة الأمد، ضخّت مجموعة Armani استثمارات غير مسبوقة خلال عام 2024 بلغت قيمتها 332 مليون يورو، مقارنة بـ168.5 مليون يورو فقط في العام السابق، أي ما يقارب الضعف، وثلاثة أضعاف متوسط الاستثمارات السنوية في الأعوام الماضية. هذه القفزة الاستثمارية، التي جاءت في وقت يشهد فيه قطاع الفخامة تباطؤًا عالميًا، شملت تدشين مشاريع رمزية ضخمة مثل المقر الجديد في شارع ماديسون في نيويورك، وتجديد متجر إمبوريو أرماني الرئيسي في ميلانو، فضلًا عن افتتاح Palazzo Armani في باريس، المقر الباريسي الفاخر الذي يعكس هوية الدار الرفيعة.
إلى جانب ذلك، أقدمت المجموعة على خطوة استراتيجية بتولي إدارة منصتها الخاصة للتجارة الإلكترونية داخليًا، بما يعزز السيطرة الكاملة على تجربة العملاء الرقمية. ووفقًا لتصريحات أرماني، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة، فإن هذه الاستثمارات لا تمثل فقط توسعًا عقاريًا أو تجاريًا، بل "مشاريع ذات طابع رمزي وعملي ترسّخ استدامة الدار وتُكرّس استقلالها المالي"، على حد تعبيره. وأكد أن المضي قدمًا بهذه الخطط رغم التحديات الاقتصادية العالمية يعبّر عن "رهان واعٍ على المستقبل، لا على الأرباح السريعة".
اقرأ أيضًا:لاري إليسون يضيف 8.8 مليار دولار لثروته في يوم واحد!
أرباح أقل.. وثقة لا تهتز في ثبات العلامة
ورغم الزخم الاستثماري، جاءت النتائج المالية للمجموعة تحت الضغط. فقد انخفضت الإيرادات بنسبة 6% إلى 2.3 مليار يورو، مقارنة بـ2.44 مليار في 2023، بينما تراجع صافي الأرباح قبل الضرائب بنسبة 66.8% ليبلغ 74.5 مليون يورو. كما سجلت الأرباح التشغيلية انخفاضًا حادًا بنسبة تقارب 69% لتستقر عند 67 مليون يورو، متأثرة بارتفاع التكاليف التشغيلية بنسبة 2.5% نتيجة تدعيم البنية التنظيمية والمالية للشركة.
إلا أن إدارة أرماني لم تُبد قلقًا من هذه المؤشرات، معتبرة أن التراجع طبيعي ومؤقت في ضوء ضخامة الاستثمارات، والبيئة العالمية المتقلبة. وأوضح نائب المدير التنفيذي جوزيبي مارسوتشي أن المجموعة حافظت على سياسة تسعيرية معتدلة، أقل من معدلات التضخم، واتبعت نهجًا انتقائيًا صارمًا في التوسع الجغرافي، مما أدى إلى استقرار عدد المتاجر دون ضغوط على فتح فروع جديدة.
وفيما انخفضت السيولة الصافية من 945.6 مليون يورو في نهاية 2023 إلى 569.7 مليون في نهاية 2024 بسبب التمويل الذاتي الكامل للمشاريع، بقيت المجموعة محافظة على استقلالها المالي بالكامل. ويستعد أرماني، الذي يحتفل بعيد ميلاده الحادي والتسعين في 11 يوليو، للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الدار في سبتمبر المقبل، إلى جانب مشاركته المنتظرة خلال أسبوع الموضة الراقية في باريس بمجموعة "بريفيه".
