هل ثقافة شركتك "متحضرة"؟ تقرير صادم يكشف الحقيقة
كشفت دراسة حديثة أجرتها جمعية إدارة الموارد البشرية SHRM الأمريكية أن مظاهر "الوقاحة" المتنامية في بيئات العمل تُلحق خسائر ضخمة بالشركات تصل إلى 2.1 مليار دولار يوميًا.
ووفقًا لمؤشر "Civility Index" الصادر عن المنظمة، يسجل الموظفون نحو 208 ملايين "تصرف غير متحضر" يوميًا، بدءًا من الرسائل الإلكترونية الجافة ووصولًا إلى التفاعلات العدائية، وهو رقم ارتفع بشكل ملحوظ منذ 2024.
يقول "جيم لينك" Jim Link، كبير مسؤولي الموارد البشرية في SHRM، إن هذه الظاهرة تغذيها التوترات السياسية والاجتماعية، وضغوط ما بعد الجائحة، إضافة إلى ما أسماه "الشجاعة الرقمية"، أي ميل الأفراد للتعبير بجرأة خلف الشاشات بعبارات لا يمكن قولها وجهًا لوجه.
ويشير إلى أن هذا السلوك تسلل من وسائل التواصل الاجتماعي إلى بيئات العمل، ما يفاقم الخلافات ويؤثر في الإنتاجية.
اقرأ أيضًا: البيانات السلوكية: كيف تكشف تفاعل العملاء وتحوّله إلى أرباح حقيقية؟
كما لفت لينك إلى أن مؤسسات بحثية أخرى، مثل مشروع حوار ديوك Duke Dialogue Project وجامعة ميامي، تدرس الظاهرة، لكن SHRM قدمت رؤية مباشرة تربط بين قلة الذوق والخسائر الاقتصادية للشركات.
تأثير الوقاحة في العمل
أظهرت الدراسة أن الوقاحة لا تؤثر فقط على الروح المعنوية، بل تقوض الشعور بالأمان النفسي وتضعف تماسك الفرق، وتضر بمؤشرات التنوع والشمول التي أصبحت من أولويات الرؤساء التنفيذيين.
كما أشار لينك إلى أن نحو ثلث الموظفين أفادوا بأن وظائفهم تسبب لهم مستويات مرتفعة من الضغط، مع تراجع كبير في مؤشرات الرفاهية منذ الجائحة، خاصة لدى النساء والشباب والأقليات.
وتشدد SHRM على أن مواجهة الظاهرة تبدأ من ثقافة المؤسسة. فحين يضع القادة قواعد واضحة للسلوك المتحضر ويطبقونها بأنفسهم، تتحسن الثقة والنتائج.
اقرأ أيضًا: جيل زد والمشاريع الجانبية.. شغف يتجاوز الوظيفة التقليدية
ويقول لينك: "الأمر يتعلق بما نسميه وضوح الثقافة. فحين يحدد القادة مكونات الثقافة بشكل صريح، تقل مساحة التفسيرات الخاطئة ويصبح السلوك أكثر وضوحًا".
وبينما قد تبدو بعض أشكال الوقاحة مجرد صراحة في رسائل البريد الإلكتروني، فإن التقرير يوضح أن الثقافة المؤسسية هي التي تحدد إن كان السلوك مقبولًا أم لا.
وهنا تبرز الحاجة الملحّة إلى تعزيز الحوار البنّاء بدلاً من الجدل العقيم، وجعل قيم الاحترام والتقدير جزءًا أصيلًا من بيئات العمل.
