جوجل تعيد المقابلات المباشرة لمواجهة الغش بالذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة جوجل عن إعادة إدراج المقابلات الوظيفية المباشرة ضمن عملية التوظيف، بعد أن كشفت تقارير داخلية عن تنامي ظاهرة الغش باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي خلال المقابلات الافتراضية.
القرار يمثل تحولًا مهمًا بعد سنوات من الاعتماد على التوظيف عن بُعد الذي شاع خلال جائحة كورونا، إذ تبين أن بعض المتقدمين يستخدمون تطبيقات ذكية للإجابة عن الأسئلة بدلًا من الاعتماد على خبراتهم الحقيقية.
هذا الوضع أثار قلق الإدارة بشأن نزاهة عملية التوظيف وجودة الكفاءات المستقطبة، ما دفع الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي للتأكيد على ضرورة استعادة عنصر الحضور المباشر كوسيلة لضمان التقييم الواقعي للمرشحين، وأداة لتعريفهم بثقافة الشركة وقيمها.
عودة المقابلات المباشرة في جوجل 2025
جاء قرار جوجل بعد نقاشات مطولة داخلية، أبرزها اجتماع عُقد في فبراير الماضي حيث عبّر الموظفون عن مخاوفهم من أن المقابلات الافتراضية لم تعد قادرة على كشف مهارات المرشحين الحقيقية.
بعض الموظفين طالبوا بعودة المقابلات داخل مقار الشركة أو في بيئات مراقبة، لتقليل فرص استخدام الذكاء الاصطناعي في الغش.
وأقرّ نائب رئيس قسم التوظيف في جوجل، بريان أونغ، بأن الشركة تواجه بالفعل تحديًا متناميًا في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في التقييم، مشيرًا إلى أن المقابلات الافتراضية توفر سرعة أكبر في التوظيف، لكنها لا تحقق دائمًا الدقة الكافية.
وبينما تحاول جوجل موازنة الكفاءة التشغيلية مع النزاهة، أصبح واضحًا أن الاستعانة بالمقابلات المباشرة مجددًا بات ضرورة استراتيجية للحفاظ على جودة عملية التوظيف وضمان انتقاء المرشحين الأكفأ.
اقرأ أيضًا: جوجل تكشف عن رواتب موظفيها.. بيتشاي يتقاضى 10.7 مليون دولار في العام الواحد
تأثير الذكاء الاصطناعي على شفافية التوظيف في جوجل
تعكس خطوة جوجل أزمة أوسع في قطاع التكنولوجيا، حيث باتت الشركات الكبرى تواجه خطر فقدان الشفافية في التوظيف نتيجة تطور أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على توليد إجابات دقيقة وسريعة خلال الاختبارات والمقابلات.
هذا الواقع يضع أرباب العمل أمام معادلة صعبة: تحقيق السرعة في التوظيف مع الحفاظ على مصداقية التقييم. بيتشاي أوضح أن النموذج الهجين، الذي يجمع بين مقابلات افتراضية وأخرى مباشرة، قد يمثل الحل الأمثل لتلبية احتياجات العصر الرقمي مع الحفاظ على نزاهة عملية التوظيف.
كما لفت إلى أن منافسي جوجل يواجهون التحديات نفسها، ما يؤكد أن القضية ليست مشكلة محلية بل صناعة كاملة تبحث عن آليات جديدة لمواجهة تأثير الذكاء الاصطناعي على الموارد البشرية.
وبذلك، يفتح قرار جوجل الباب أمام مرحلة جديدة في سوق العمل، حيث لن يقتصر التنافس على الكفاءات التقنية، بل سيمتد ليشمل ابتكار أساليب تقييم عادلة تعكس القدرات الحقيقية للمرشحين بعيدًا عن تدخل الخوارزميات.
