دراسة تكشف كيف تساعد التمارين على النوم العميق
كشفت دراسة جديدة أن التمارين العنيفة والنوم العميق يرتبطان بعلاقة وثيقة، حيث تبين أن النشاط البدني المنتظم يعزز قدرة الجسم على الدخول في مراحل النوم الأكثر راحة.
ونُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة النشاط البدني والصحة Journal of Physical Activity & Health، لتضيف دليلًا جديدًا على الدور الحيوي الذي تلعبه الرياضة في تحسين نوعية النوم وجودته.
تأثير التمارين على النوم العميق
شملت الدراسة 69 شخصًا بالغًا تمت متابعة أنماط نومهم ونشاطهم البدني باستخدام أجهزة "فيتبت" Fitbit على مدى ثمانية أشهر متواصلة.
كما طُلب من المشاركين ملء استبيانات ثلاث مرات أسبوعيًا لقياس مستويات التوتر والرضا والطاقة، إضافة إلى تقييم جودة النوم.
هذا التتبع المستمر سمح للباحثين بجمع بيانات دقيقة وطويلة الأمد عن التأثير المباشر للتمارين على النوم.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف فاعلية دمج الرياضة مع الحمية المتوسطية للوقاية من السكري
وأوضحت النتائج أن المشاركين الذين حافظوا على ممارسة التمارين بانتظام تمكنوا من الدخول في مراحل نوم عميقة بشكل أكبر من غير النشطين.
كما سجلوا مستويات أقل من التوتر وارتفاعًا في الطاقة عند الاستيقاظ صباحًا.
وأشارت البيانات إلى أن ممارسة 10 دقائق فقط يوميًا من النشاط البدني متوسط أو عالي الشدة على مدى خمسة أيام كافية لإحداث تحسن ملحوظ في النوم.
فوائد الانتظام في التمارين
يفسر الباحثون هذه النتائج بأن التمارين تزيد من إفراز الناقل العصبي الأدينوسين، وهو عنصر أساسي في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. كما ترفع مستويات مواد كيميائية مثل الدوبامين التي تعزز الشعور بالراحة والسعادة بعد النشاط البدني، ما يجعل الجسم أكثر استعدادًا للاسترخاء والدخول في النوم العميق.
ورغم أن حجم العينة في هذه الدراسة محدود نسبيًا، فإن النتائج تتماشى مع العديد من الدراسات السابقة التي أثبتت أن النشاط البدني المنتظم يساهم في تحسين جودة النوم وتقليل الأرق.
اقرأ أيضًا: التستوستيرون وتقدّم العمر: متى ينخفض هرمون الرجولة؟ وكيف تتعامل معه؟
وأكد الباحثون أن أشكال التمارين جميعها — سواء الجري، رفع الأثقال، أو حتى اليوغا الخفيفة — توفر فوائد واضحة، لكن العامل الأهم هو الانتظام.
إلى جانب تحسين النوم، شددت الدراسة على أن التمارين الرياضية المنتظمة تساعد على تعزيز الصحة النفسية، وتقليل مستويات التوتر المزمن، وزيادة الإنتاجية اليومية. فالنوم العميق لا ينعكس فقط على الراحة الجسدية، بل يرفع القدرة على التركيز والإبداع خلال ساعات النهار.
وبذلك، تقدم الدراسة دليلًا إضافيًا على أن دمج التمارين ضمن الروتين اليومي، حتى لو كانت لفترات قصيرة، يمثل وسيلة فعالة لتحسين جودة الحياة بشكل شامل.
