دراسة تكشف فاعلية دمج الرياضة مع الحمية المتوسطية للوقاية من السكري
كشفت دراسة إسبانية واسعة أن اتباع الحمية المتوسطية منخفضة السعرات الحرارية إلى جانب ممارسة نشاط بدني معتدل والالتزام ببرنامج لإنقاص الوزن، يمثل استراتيجية فعالة للحد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
وأشارت الدراسة المنشورة في مجلة Annals of Internal Medicine إلى بيانات صادرة عن الاتحاد الدولي للسكري International Diabetes Federation، توضح أن واحدًا من كل تسعة بالغين في العالم يعاني من داء السكري، وأن 90% من هؤلاء مصابون بالنوع الثاني المرتبط عادة بزيادة الوزن وقلة النشاط البدني.
ويُعد هذا المرض من أخطر عوامل الإصابة بأمراض القلب والفشل الكلوي وفقدان البصر وبتر الأطراف، كما يتسبب في وفاة نحو 5 ملايين شخص سنويًا، معظمهم قبل بلوغ سن متقدمة.
فوائد الحمية المتوسطية المخفضة
الدراسة تأتي ضمن تجربة "بريديمِد-بلَس" PREDIMED-Plus، وهي أضخم تجربة تغذية في أوروبا بدأت عام 2013. شملت أكثر من 4700 شخص تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عامًا في 23 مركزًا صحيًا بإسبانيا، واستمرت متابعتهم ست سنوات. جميع المشاركين كانوا يعانون من السمنة أو زيادة الوزن ومتلازمة الأيض، دون تاريخ سابق مع السكري أو أمراض القلب.
تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى اتبعت حمية متوسطية منخفضة السعرات مع برنامج رياضي يشمل المشي السريع وتمارين القوة، إلى جانب متابعة مهنية لإنقاص الوزن. أما المجموعة الثانية فاتبعت الحمية المتوسطية التقليدية دون قيود إضافية أو برنامج خاص.
أظهرت النتائج أن المجموعة الأولى انخفض خطر إصابتها بالسكري بنسبة 31% مقارنة بالمجموعة الثانية. كما فقد المشاركون وزنًا بمعدل 3.3 كيلوغرام، وتراجع متوسط محيط الخصر لديهم بمقدار 3.6 سنتيمترات، مقابل 0.6 كيلوغرام و0.3 سنتيمتر فقط في المجموعة الضابطة.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج ذات دلالة سريرية، إذ أن خسارة بسيطة في الوزن قد تقلل خطر السكري وأمراض القلب بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف: ثلاث تغييرات حياتية تقلل خطر السكري بنسبة 31%
توصيات الباحثين لمرضى السكر
قال الدكتور ميغيل"رويز-كانِيلا" Miguel Ruiz-Canela من جامعة نافارا إن الجمع بين تقليل السعرات والرياضة والدعم المهني يمثل نهجًا عمليًا ومستدامًا يمكن دمجه في الممارسات الطبية الروتينية.
بينما شددت الدكتورة "مونتسي فيتو " Montse Fitó من معهد مستشفى ديل مار على أهمية الحفاظ على هذه التغييرات على المدى الطويل لضمان فعاليتها.
من جانبه، أوضح الجراح الأمريكي "مير علي" Mir Ali أن النتائج ليست مفاجئة، إذ إن أي عجز في السعرات مع الحمية المتوسطية يساعد في تحسين الصحة وخفض الوزن.
فيما رأت اختصاصية التغذية "مونيك ريتشارد" Monique Richard أن الدراسة تثبت قوة الدمج بين جودة النظام الغذائي، تقليل السعرات، النشاط البدني، والدعم النفسي، ووصفت هذا النهج بأنه "ثلاثية مستدامة" للوقاية من الأمراض المزمنة.
