بطلة الجبال ناتاليا.. رحلة إنسانية تنتهي في -30 تحت الصفر (فيديو)
أكدت تقارير رسمية من وزارة الطوارئ في قيرغيزستان أن عمليات الإنقاذ على جبل بوبيدا (Victory Peak)، البالغ ارتفاعه 7,439 مترًا ضمن سلسلة تيان شان، قد توقفت بشكل نهائي بعد 13 يومًا من المحاولات.
المتسلقة الروسية ناتاليا ناغوفيتسينا، البالغة 47 عامًا والمعروفة باسم "ناتاشا"، كانت قد أصيبت بكسر في ساقها على ارتفاع 7,000 متر تقريبًا أثناء محاولتها الصعود، وبقيت عالقة في ظروف مناخية وصفت بأنها "منطقة الموت" مع درجات حرارة وصلت إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر.
ورغم رصدها حية قبل أيام عبر طائرة مسيرة وهي تلوح بيدها، فإن سوء الأحوال الجوية حال دون وصول فرق الإنقاذ إليها، ومع مغادرة الطيارين الإيطاليين المتخصصين بالمروحيات الخفيفة، اعتُبر الأمل الأخير في إنقاذها قد انتهى.
اقرأ أيضًا: 63 عامًا على الشاطئ.. ثمانيني يحقق رقمًا قياسيًا جديدًا في موسوعة غينيس
تفاصيل فشل محاولات إنقاذ ناتاليا ومصرع متسلق إيطالي
خلال الأيام الماضية، نُفذت عدة محاولات للوصول إلى ناتاليا باستخدام مروحيات Mi-8 وMi-17VM، لكن كل المحاولات أُحبطت بسبب انعدام الرؤية والعواصف الثلجية. إحدى المروحيات تحطمت أثناء محاولة الإنقاذ، ما أدى إلى إصابات في فريق الإنقاذ وأثر على معنوياتهم.
لاحقًا، حاول فريق من أربعة متسلقين بقيادة الخبير فيتالي أكيموف التقدم نحو موقعها، لكنهم اضطروا للتراجع بعد تعرض قائدهم لآلام في الظهر جراء حادث التحطم.
المأساة تضاعفت حين لقي المتسلق الإيطالي لوكا سينيغاليا (49 عامًا) مصرعه بعد أن تمكن من إيصال خيمة وأدوات طهي وأغذية إلى ناتاليا، لكنه توفي أثناء عودته لترتيب عملية إنقاذ كاملة.
ورغم جهود البطولة الفردية، فإن خبراء تسلق الجبال أكدوا أن بقاء ناتاليا حية طوال هذه المدة في هذا الارتفاع ومع نقص المؤن كان أمرًا "غير واقعي"، ما دفع القائد ديمتري جريكوف إلى إعلان نهاية كل محاولات الإنقاذ رسميًا.
سيرة بطولية لناتاليا بين التضحية والصمود في قمم الهيمالايا
عرفت ناتاليا ناغوفيتسينا سابقًا بمواقفها البطولية، أبرزها في عام 2021 حين رفضت ترك زوجها سيرغي ناغوفيتسين الذي أصيب بجلطة دماغية على ارتفاع يفوق 6,900 متر في جبال تيان شان.
رغم توسلات فريق الإنقاذ بضرورة نزولها، أصرت على البقاء بجانبه قائلة: "لن أتركه وحيدًا". وقتها تُرك الزوج مربوطًا بالحبال ومعه مؤن وملابس دافئة بينما نزلت هي لجلب المساعدة، لكن عند عودة الفريق لم يُعثر عليه، ورُجح أنه سقط لحتفه.
ذلك الموقف الإنساني جعلها رمزًا للتضحية في الأوساط الجبلية الروسية. واليوم، بعد إعلان وفاتها المحتملة على قمة النصر، عادت قصتها لتؤكد صورة امرأة استثنائية واجهت أقسى ظروف الطبيعة بصلابة نادرة. ويرجح الخبراء أن استعادة جثمانها لن تكون ممكنة قبل حلول الربيع، حين تتحسن الظروف المناخية على الجبل.
