ما هو تأثير "الشتائم" على الدماغ والجسد؟ دراسة تقدم إجابة صادمة
أظهرت دراسة علمية حديثة أن ترديد الشتائم قد يكون له أثر مباشر على الأداء الجسدي والتحفيز النفسي. ونُشرت نتائج البحث في مجلة Quarterly Journal of Experimental Psychology، حيث خلص العلماء إلى أن إطلاق الشتائم قبل أداء مهام بدنية بسيطة أدى إلى زيادة ملحوظة في قوة القبضة لدى المشاركين، بمتوسط بلغ 1.4 كيلوغرام مقارنة باستخدام كلمات محايدة.
وأوضح فريق البحث أن الشتائم، لما تحمله من شحنة عاطفية قوية، تُنشط نظامًا في الدماغ يُعرف باسم "نظام الاقتراب السلوكي"، وهو المسؤول عن الحافز والرغبة في السعي نحو الأهداف.
كما أظهرت النتائج أن المشاركين شعروا بمستويات أعلى من المشاعر الإيجابية، مثل الحماسة والضحك، إلى جانب درجة من الإلهاء المؤقت، وهو ما انعكس في صورة زيادة الطاقة العاطفية والاندفاع نحو الفعل.
ويرى الباحثون أن ترديد الشتائم يخلق ما يُعرف بـ"حالة فك القيود المؤقتة"، حيث يقل الانشغال بالمراقبة الذاتية والسلوكيات المقيدة، في مقابل تعزيز التركيز على الإنجاز والأداء لفترة زمنية قصيرة.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف العلاقة بين تقلبات دخل الأسرة أثناء الحمل ودماغ الجنين؟
إلا أن النتائج لم تثبت بشكل قاطع أن الشتائم تحد من قدرة الدماغ على متابعة الأخطاء. فقد ركزت الدراسة على إشارة عصبية تُسمى "السلبية المرتبطة بالخطأ" (ERN)، وهي نشاط كهربائي يظهر مباشرة عند ارتكاب الخطأ ويُعد مقياسًا لمراقبة السلوك.
وأظهرت البيانات أن هذه الإشارة لم تتغير بين حالتي استخدام الشتائم أو الكلمات المحايدة، ما يشير إلى أن الدماغ واصل مراقبة الأخطاء بالحدة نفسها.
تفاصيل تجربة استخدام الشتائم
شملت الدراسة 52 مشاركًا، معظمهم من طلاب الجامعات، وأُجريت باستخدام تصميم تجريبي يعتمد على تكرار الشتائم أو كلمات محايدة قبل تنفيذ مهام مختلفة، منها اختبار قوة القبضة ومهام معرفية تقيس الانتباه.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة تربط بين إيقاعات الدماغ وتخزين الذكريات
إلى جانب ذلك، خضع المشاركون لتخطيط دماغ كهربائي (EEG) وملؤوا استبيانات نفسية لتقييم المشاعر والحافز والقلق ومستوى الثقة بالنفس.
ورغم أن النتائج تدعم الفكرة القائلة بأن الشتائم يمكن أن تمنح دفعة مؤقتة من القوة والتحفيز، إلا أن الباحثين أشاروا إلى بعض القيود، منها صغر حجم العينة واحتمالية تلاشي التأثير العصبي قبل تسجيل القياسات.
يرى الفريق العلمي أن هذه النتائج تفتح المجال أمام دراسات جديدة لاستكشاف مدة استمرار تأثير الشتائم، وما إذا كان يمكن أن يظهر في مواقف أكثر توترًا أو لدى فئات عمرية مختلفة. كما يظل من غير الواضح ما إذا كان هذا التأثير قابلًا للتكرار في بيئات مهنية أو رياضية عالية الضغط.
وبذلك، توضح الدراسة أن للشتائم أثرًا نفسيًا وجسديًا قصير الأمد يعزز القوة والحافز، لكنها لا تُحدث تغييرات واضحة في آليات الدماغ الخاصة بمراقبة الأخطاء والسلوك.
