لأول مرة.. ظهور الحبار القطبي حيا في المحيط الجنوبي (فيديو)
في اكتشاف علمي غير مسبوق، وثّق باحثون من معهد Schmidt Ocean Institute أول تسجيل حي للحبار القطبي النادر في أعماق المحيط الجنوبي قبالة سواحل أنتركتكا.
ظهر الكائن المائل إلى اللون الأحمر القاني على عمق يزيد عن 7,000 قدم (2,152 مترًا)، ليؤكد وجود هذا النوع الغامض في بيئته الطبيعية بعد أكثر من قرن من معرفة العلماء به عبر عينات نافقة فقط.
الحبار القطبي النادر يظهر حيًا لأول مرة
البعثة العلمية التي كانت على متن السفينة البحثية R/V Falkor (too) كانت تهدف في الأصل إلى دراسة الحياة البحرية داخل حوض "باول" العميق. غير أنّ تراكم الجليد البحري دفع الفريق إلى استخدام المركبة الآلية SuBastian، التي التقطت المشاهد المدهشة.
وأرسلت اللقطات إلى خبيرة الرخويات كات بولستاد من جامعة أوكلاند للتقنية، والتي أكدت أن ما شوهد هو الحبار القطبي النادر المعروف بامتلاكه مخالب خطافية طويلة تساعده على اصطياد الأسماك وحتى أنواع أخرى من الحبار.
اقرأ أيضًا: ليس كأحجام الحيتان المعاصرة.. اكتشاف حوت ما قبل التاريخ في أستراليا بحجم إنسان
وخلال دقائق المتابعة، أطلق الكائن سحابة من الحبر الأخضر عندما أزعجته أضواء المركبة، قبل أن يختفي في الظلام. وأظهرت المشاهد أيضًا ندوبًا على جسده يُعتقد أنها نتيجة هجوم من حبار عملاق صغير، وهو نوع آخر تم توثيقه حيًا للمرة الأولى أوائل هذا العام في المنطقة ذاتها.
مواجهة بين الحبار القطبي والحبار العملاق
يعتقد العلماء أن الحبار القطبي يقضي حياته في المنطقة المعروفة بـ"المنطقة الباطنية" التي تمتد بين 1,000 و4,000 متر تحت سطح البحر، حيث يغيب الضوء باستثناء الوهج الحيوي لبعض الكائنات.
وتتميز هذه الرخويات بعيون ضخمة تساعدها على التقاط أضعف الإشارات الضوئية لرصد الفرائس وتفادي المفترسات.
الباحث أليكس هايوارد من جامعة إكسيتر أوضح أن "مخالب الحبار المزودة بخطاطيف تُعد سلاحًا فعالًا في الصيد عبر الكمائن".
أما الندوب التي رُصدت على جسده فترجّح أنه نجا مؤخرًا من مواجهة مع حبار عملاق ناشئ، وهو الكائن الأثقل وزنًا بين اللافقاريات على كوكب الأرض.
بهذا التوثيق الجديد، يفتح العلماء نافذة على عالم غامض في أعماق البحار، حيث تظل حياة الحبار القطبي النادر وأقرانه من الكائنات العملاقة لغزًا ينتظر المزيد من الاكتشافات.
