مشاهد مرعبة في جزيرة يونانية بعد انفجار كتل صخرية في البحر (فيديو)
شهدت جزيرة "سانتوريني" Santorini اليونانية مشهدًا صادمًا منذ أيام، حينما انهارت كتلة صخرية ضخمة من منحدرات قرية "إيميروفيغلي" Imerovigli وسقطت في البحر، لتحدث انفجارًا مدويًا اهتزت له المنطقة.
وأعقب الانهيار تصاعد غيمة كثيفة من الغبار غطت أرجاء القرية الساحلية الشهيرة بمبانيها البيضاء وقبابها الزرقاء، ما أثار ذعر السكان والسياح الذين سارعوا إلى توثيق اللحظة عبر هواتفهم.
الحادثة أعادت بقوة إلى الواجهة المخاوف من هشاشة الجزيرة، خاصة بعد سلسلة الزلازل العنيفة التي تعرضت لها خلال الأشهر الماضية.
هذه الكارثة الطبيعية تأتي بعد أشهر قليلة من تعرض سانتوريني لأكثر من 20 ألف هزة أرضية بين 26 يناير و22 فبراير 2025، وهو رقم غير مسبوق جعل السلطات اليونانية تعلن حالة الطوارئ لمدة شهر كامل.
تلك الزلازل أجبرت أكثر من 11 ألف شخص، أي ما يعادل نصف سكان الجزيرة تقريبًا، على النزوح المؤقت خشية وقوع كوارث مشابهة.
أسباب الانهيار وتحذيرات الخبراء
وفق ما ذكره إفثيميوس ليكاس Efthymios Lekkas، أستاذ الديناميكا التكتونية في جامعة أثينا، فإن الانهيار الأخير كان نتيجة تضافر النشاط الزلزالي مع التوسع العمراني المفرط.
وأكد أن طبيعة الجزيرة الجيولوجية، المكونة من طبقات بركانية وصخور هشة، تجعلها أكثر عرضة للتآكل والانزلاقات الأرضية.
وأوضح أن البناء العشوائي على المنحدرات الحادة، خصوصًا في منطقة الكالديرا، يضاعف احتمالات الانهيار، لاسيما مع الضغط الناتج عن مشاريع جديدة.
السلطات المحلية أفادت أن الكتلة المنهارة كانت تحت ضغط شديد بسبب تشييد مبانٍ جديدة في المنطقة، وهو ما زاد من هشاشة التربة. خبراء الجيولوجيا شددوا على أن السياحة المكثفة والطلب المتزايد على الفنادق الفاخرة تدفع المستثمرين إلى البناء في مناطق خطرة، ما يجعل الجزيرة عرضة لمزيد من الحوادث مستقبلاً.
خلال موجة الزلازل الأخيرة، طلبت الحكومة من أصحاب الفنادق تفريغ المسابح خشية أن يؤدي تسرب المياه إلى إضعاف أساسات المباني.
اقرأ أيضًا:جراحون روس يواصلون عملية دقيقة خلال زلزال روسيا (فيديو)
كما لجأ السكان إلى نصب أسِرّتهم في الشوارع هربًا من خطر انهيار المنازل، بينما أقام آخرون حواجز رملية على شاطئ "مونوليثوس" Monolithos لتفادي أي موجة تسونامي محتملة.
ورغم أن الخبراء أكدوا أن الزلازل لم تكن مرتبطة بثوران بركاني مباشر، فإنها كشفت مدى هشاشة البنية الطبيعية للجزيرة.
ومع استمرار الزلازل المتفرقة والتوسع العمراني غير المنضبط، يزداد القلق من أن تصبح سانتوريني واحدة من أكثر الوجهات السياحية عرضة للمخاطر الطبيعية في البحر المتوسط.
