زلزال إداري يضرب أبل.. هل تقترب نهاية عهد تيم كوك؟
في الوقت الذي يترقّب فيه العالم كيف ستواكب Apple سباق الذكاء الاصطناعي، تعيش الشركة العملاقة لحظة فارقة من التبدّل الإداري.
وبحسب تقرير نشره الصحفي المتخصص مارك جورمان عبر بلومبرغ، فإن أكثر من 20 من مساعدي تيم كوك المقربين بلغوا الستين، فيما بدأت موجة من التقاعدات تفتح أسئلة أكبر: هل باتت أبل بحاجة لتجديد قيادتها؟
وعلى الرغم من بلوغه 65 عامًا في نوفمبر المقبل، لا يُبدي كوك أي رغبة في التنحي، بل يحظى بدعم مجلس الإدارة، الذي يرى فيه ضمانًا للاستقرار. الرجل الذي ضاعف قيمة الشركة السوقية بنسبة 1500% منذ توليه القيادة عام 2011، لا يزال يُنظر إليه بوصفه صمام أمان. لكن خلف هذه الصورة، تبرز تحديات متزايدة: تأخر في تبنّي الذكاء الاصطناعي، وتآكل في ثقافة التصميم، وتوترات متصاعدة مع المطورين والجهات التنظيمية.
غياب الخليفة وتضارب الأدوار
إعلان تقاعد جيف ويليامز، كبير مسؤولي العمليات وأحد أبرز مساعدي كوك، مثّل صدمة داخلية. فقد كان ويليامز يُنظر إليه كخليفة محتمل، لكن مغادرته المرتقبة بنهاية العام تكشف عن فراغ حقيقي في هيكل الخلافة. سيتسلّم "سبيه خان" منصبه التنفيذي، إلا أن خبرته التشغيلية لا ترقى إلى مستوى سلفه، ولا يُنظر إليه كخليفة مباشر.
وبينما تُطرح أسماء مثل ديدري أوبراين وكيفان باريخ ضمن قيادة جماعية مؤقتة، تشير التوقعات إلى أن جون تيرنوس، رئيس قسم الأجهزة، هو الاسم الأوفر حظًا لخلافة كوك. يتميز تيرنوس بخبرة تمتد لأكثر من 20 عامًا داخل الشركة، ويصغره بـ15 عامًا، لكن افتقاده للخبرة المالية والتشغيلية يجعل نجاحه مشروطًا بدعم إداري متين، وبتحديد ما إذا كان سيواصل نهج كوك أو يدشّن مرحلة جديدة.
اقرأ أيضًا: جون ماكي ومأزق الكبار: متى يكون التوقيت المناسب للتنحي؟
تفكيك الفرق وإعادة رسم الخريطة التنظيمية
رحيل ويليامز فتح الباب أمام تغييرات إدارية جذرية شملت تفكيك فريق Vision Pro، ونقل أعضائه إلى أقسام الأجهزة والبرمجيات. كما أُعيد توزيع فرق "سيري" والروبوتات، في خطوة تعكس سعي الشركة لإعادة ترتيب بيتها الداخلي. وتشمل الخطة الجديدة:
- إخضاع فرق التصميم لقيادة آلان داي ومولي أندرسون، بتقارير مباشرة إلى كوك.
- نقل قسم Apple Watch والتقنيات الصحية إلى كريغ فيدريغي، رئيس قسم البرمجيات.
- ضم "Fitness+" إلى قطاع الخدمات بقيادة إيدي كيو.
- انتقال AppleCare إلى إشراف خان.
- استمرار التقارير المزدوجة من مجموعة الصين الكبرى إلى كوك وخان.
وبينما يُطرح سيناريو الاستحواذ على شركات ذكاء اصطناعي ناشئة مثل "ميسترال" أو "بيربلكسيتي"، يبقى الرهان الحقيقي في قدرة أبل على التغيير من الداخل، وتقديم قيادة جديدة تُواكب طموحاتها التقنية قبل أن تُفاجأ بمستقبل لا يشبه ماضيها.
