دراسة تكشف مفارقة بين الانتقائية والنشاط الجنسي
كشفت دراسة حديثة عن مفارقة غير متوقعة بين الانتقائية في العلاقات ومدى النشاط الجنسي.
وأوضح الباحثون إلى أن طريقة قياس "الانتقائية" تحدد العلاقة بالنشاط الجنسي: فمن يضعون معايير شخصية واضحة لشريك المستقبل كانوا أكثر ممارسة للعلاقات الحميمة، بينما الذين أبدوا انتقائية عالية عند تقييم ملفات العلاقات العاطفية كانوا أقل نشاطًا.
أجرىت الدراسة المنشورة في دورية Archives of Sexual Behavior ، من فريق من جامعة كوينزلاند وجامعة لندن للصحة والطب الاستوائي على 340 رجلًا وامرأة عزاب تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا في الولايات المتحدة.
وسُئل المشاركون عن تفضيلاتهم في الشريك وعدد مرات ممارستهم العلاقة الحميمة خلال العام الماضي.
وأفاد نحو 36% من المشاركين أنهم لم يخوضوا أي علاقة حميمة خلال تلك الفترة، فيما ذكر عدد مماثل أنهم ما زالوا عزاب.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف علاقة غير متوقعة بين الجزر والضعف الجنسي
تأثير الصفات على العلاقات الحميمة
اعتمد الباحثون على طريقتين لقياس الانتقائية: الأولى عبر سؤال المشاركين عن "الصفات غير القابلة للتنازل" التي يشترطونها في الشريك، والثانية عبر ملاحظتهم لسلوك المشاركين عند تقييم العلاقات العاطفية .
النتيجة أظهرت أن أصحاب المعايير الشخصية الواضحة كانوا أكثر نجاحًا في الدخول بعلاقات حميمة، ربما لأن وضوحهم يعكس ثقة وجدية في التواصل.
أما من بالغوا في انتقائية المظهر والسلوك فقد حدّوا من فرصهم، لأن الرفض المبكر يقلل احتمالات اللقاء من الأساس.
يقول الباحث هنري كلوز: "توقعنا أن الانتقائية عمومًا تقلل النشاط الجنسي، لكن المفاجأة أن الانتقائية المبنية على الشخصية ارتبطت بمزيد من العلاقة الحميمة، بينما انتقائية المظهر خفضت الفرص".
اقرأ أيضًا: هل تؤثر الأحلام الجنسية على عدد الحيوانات المنوية؟ دراسة تُجيب
أشارت الدراسة أيضًا إلى أن العلاقة الحميمة لم يكن عاملًا مؤثرًا رئيسيًا في العلاقة بين الانتقائية والنشاط الجنسي، رغم أن النساء يمِلن غالبًا لذكر صفات غير قابلة للتنازل أكثر من الرجال.
كما شدد الباحثون على أن النتائج لا تعني علاقة سببية مؤكدة، إذ قد يكون قلة النجاح في المواعدة سببًا في زيادة الانتقائية، لا العكس.
الباحثون أكدوا أن الدراسة تفتح الباب لمزيد من الأبحاث حول أنواع مختلفة من الانتقائية، سواء القائمة على المظهر أو الشخصية أو القيم، وكيف تؤثر على أهداف المواعدة المختلفة من علاقات عابرة إلى ارتباط طويل الأمد.
كما تسلط الضوء على قضية أوسع تتمثل في تراجع النشاط الجنسي بين الشباب عالميًا، وما يحمله ذلك من انعكاسات على الصحة النفسية والرضا عن الحياة.
