تكتيك الأوركا القاسي.. حيتان قاتلة تفترس حوتًا أحدب صغيرًا في مشهد وثائقي نادر (فيديو)
وثّق مصوّر متخصص في الحياة البحرية، مشهدًا نادرًا ومرعبًا لهجوم حيتان الأوركا على حوت أحدب صغير في بحر كورتيز قبالة سواحل كاليفورنيا، حيث طاردت مجموعة من حيتان الأوركا الحوت الأحدب الصغير وفصلته عن أمه، قبل أن تغرقه تحت المياه حتى الموت.
المشهد، الذي التُقط بواسطة طائرة مسيّرة على يد المصوّر كارلوس غوانا، أظهر كيف أحاطت الأوركا، وتناوبت على صدم الصغير وإرهاقه، ثم دفعه نحو الأعماق حتى استسلم تمامًا، وفي لحظة وصفها غوانا بـ"القاسية والمتعمّدة"، أعادت الأوركا الجثة إلى السطح وكأنها عرضتها أمام الأم المكلومة قبل أن تغادر، ومن ثم لتبدأ الأوركا وليمتها.
تكتيكات الحيتان القاتلة للصيد
رغم أن الحوت الحديث الولادة قد يصل طوله إلى خمسة أمتار ووزنه إلى طن واحد، فإنه يُعد فريسة سهلة للحيتان القاتلة، التي تُعتبر من أكثر المفترسات ذكاءً وتنظيمًا في المحيط، ويقود الهجوم عادة الأنثى القائدة، حيث يحيط القطيع بالفريسة، ويعمل بطريقة تعاونية لإرهاقها قبل قتلها.
اقرأ أيضًا: ليس كأحجام الحيتان المعاصرة.. اكتشاف حوت ما قبل التاريخ في أستراليا بحجم إنسان
ويشير الباحثون إلى أن هذه السلوكيات ليست نادرة كما يظن البعض، إذ يقول غوانا: "كثيرًا ما نرى علامات خدوش طويلة على ذيول الحيتان الحدباء، وهي دليل على اشتباكها مع الأوركا باستخدام أسنانها".
مع زيادة أعداد الحيتان الحدباء بعد عقود من الاختلالات نتيجة الصيد الجائر، ارتفعت في المقابل هجمات الأوركا على صغارها، وتشير الدراسات إلى أن بعض مجموعات الأوركا أصبحت متخصصة في صيد هذه الحيتان، خاصة خلال رحلات هجرتها.
إحدى الدراسات في أستراليا الغربية وثّقت أن ثلاث مجموعات من الأوركا قتلت 14 حوت احدب صغير في 22 هجومًا منفصلًا، كما أظهرت مراقبة أخرى أن أنثى أوركا واحدة قادت قطيعها لقتل ثلاثة حيتان خلال 20 ساعة فقط.
اللافت أن الأوركا أحيانًا لا تلتهم كامل الفريسة، فبحسب غوانا، اكتفت المجموعة في هذا الهجوم بأكل اللسان وترك باقي الجثة، وهو ما يتوافق مع دراسات سابقة تشير إلى أن الأوركا تفضل أجزاء محددة من الحوت، مثل الرقبة والشفتين والزعانف .
اقرأ أيضًا: ليس كأحجام الحيتان المعاصرة.. اكتشاف حوت ما قبل التاريخ في أستراليا بحجم إنسان
وبعد مغادرة الأوركا، جذبت الجثة أسماك القرش وكائنات بحرية أخرى، قبل أن تهبط لاحقًا إلى قاع المحيط فيما يُعرف بظاهرة "سقوط الحيتان"، حيث تتحول بقايا الجثة إلى مصدر حياة لمجتمعات كاملة من الكائنات البحرية الدقيقة والكبيرة على حد سواء.
وعلّق غوانا على المشهد قائلًا: "ما رأيته كان من أكثر اللحظات تضاربًا في الطبيعة؛ فهو قاسٍ لكنه في الوقت ذاته جزء أساسي من دورة الحياة"، وأكد أن هذه الهجمات ضرورية لتعليم صغار الأوركا مهارات الصيد وللحفاظ على توازن النظام البيئي البحري.
