تجسد تفضيلات السعوديين: أرقام قياسية لواردات أجهزة الألعاب تعزز خطة طموحة نحو 2030
أعلنت الجمارك السعودية أن واردات أجهزة ألعاب الفيديو تخطت حاجز 2.4 مليون جهاز خلال عامي 2024 و2025، وهو رقم يعكس التوسع الكبير في سوق الألعاب الرقمية بالمملكة.
هذه الزيادة اللافتة تأتي في وقت تعمل فيه السعودية على تعزيز استراتيجيتها الوطنية، لجعلها مركزًا عالميًا للألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول 2030، من خلال استثمارات ضخمة ومبادرات مبتكرة.
كما أوضحت البيانات أن الهواتف الذكية جاءت في صدارة المنصات الأكثر استخدامًا بنسبة 24.2%، تليها أجهزة "بلايستيشن" بنسبة 23.8%، فيما توزعت بقية النسب على "إكس بوكس"، "نينتندو سويتش"، و"ستيم"، مما يعكس التحول المتزايد نحو استخدام الهواتف كمنصة رئيسية للألعاب الرقمية.
الألعاب الأكثر جذبًا لجمهور المملكة
تتصدر الألعاب التنافسية المشهد بين السعوديين، وفي مقدمتها "كول أوف ديوتي Call of Duty"، التي رسخت مكانتها كأكثر الألعاب شعبية بفضل طابعها القتالي وإصدار نسخ مخصصة للهواتف.
كما تحظى ألعاب مثل "فيفا FIFA" لكرة القدم، و"ببجي PUBG"، و"فورتنايت Fortnite"، بجماهيرية واسعة بين الفئات الشابة.
المهندس حسين الجريبي، مؤسس جمعية الألعاب الرقمية، أشار إلى أن هذه الألعاب استطاعت أن تجمع السعوديين بمختلف أعمارهم، مؤكدًا أن الفعاليات الكبرى مثل كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض ساهمت في ترسيخ ثقافة التنافس، وأتاحت للاعبين الهواة فرصة تطوير مهاراتهم والانتقال إلى مستويات أعلى من الاحتراف.
تفضيلات الألعاب الرقمية حسب الفئات العمرية في السعودية
تكشف التوجهات أن الفئة العمرية ما بين 19 و20 عامًا، التي تشكل 54.8% من اللاعبين، تقود مشهد الألعاب الإلكترونية في السعودية، بينما تليها الفئة بين 29 و30 عامًا بنسبة 30%.
أما الفئات الأكبر سنًا فحضورها أقل تدريجيًا، ليصل إلى 5% فقط لمن تتراوح أعمارهم بين 60 و74 عامًا.
وعلى مستوى التفضيلات، تميل الفئات الأصغر سنًا إلى الألعاب الجماعية القائمة على التحدي، في حين يفضل من تتراوح أعمارهم بين 30 و45 عامًا الألعاب الاستراتيجية و"الكاجوال".
اقرأ أيضًا: أجهزة الألعاب المحمولة... خمسة أسباب تجعلها تتصدر في المستقبل
أما الفئات بين 40 و60 عامًا فتفضل ألعاب التفكير وحل الألغاز، نظرًا لدورها في تحفيز الذاكرة وتنشيط القدرات الذهنية، وهذه الاختلافات تبرز مرونة السوق السعودي في استيعاب أنماط متنوعة من الألعاب.
استثمارات السعودية في تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية
أكد الجريبي أن شغف اللاعبين يمثل محركًا أساسيًا للاستثمار في الرياضات الإلكترونية، مشيرًا إلى أن المطورين يسعون إلى إدخال مراحل جديدة في الألعاب، استجابة لرغبات المستخدمين.
كما رجّح إمكانية إدخال عناصر تعكس الهوية والثقافة المحلية ضمن ألعاب عالمية، بما يدعم تسويقها محليًا ويمنحها طابعًا مميزًا.
وتستثمر السعودية بشكل متزايد في البنية التحتية لهذا القطاع، ما يعزز مكانتها كلاعب محوري في رسم ملامح صناعة الألعاب عالميًا، ويجعلها في موقع ريادي لاستقطاب شركات التطوير والبطولات الدولية في السنوات المقبلة.
