تخفّف التوتر والقلق... فوائد الألعاب الإلكترونية للصحة النفسية
الرياضات الإلكترونية مُتعة بحد ذاتها، لكن المُتعة والنشوة التي تشعر بها خلال لعبها ليست هي الفائدة الوحيدة لها، بل أيضًا تساعدك على تحسين مهارات التواصل الاجتماعي لديك، وتفِيد في تخفيف التوتر والقلق، وأيضًا في الشُعور بالإنجاز، فإلى أي مدى تبلغ فوائد الرياضات الإلكترونية للصحة النفسية؟ وكيف يمكن ممارستها بشكلٍ صحي؟
فوائد الرياضات الإلكترونية للصحة النفسية
تحمل الرياضات الإلكترونية فوائد عِدّة للصحة النفسية للإنسان، مثل:
1. تعزيز التواصل الاجتماعي
تساعد الألعاب في تعزيز الروابط الاجتماعية، خاصةً في حال اللعب مع أشخاص من جميع أنحاء العالم؛ إذ يعزّز ذلك الصداقة بين اللاعب وزملائه.
بل قد تكون الألعاب مفيدة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في التفاعل مع الآخرين في حياتهم اليومية، ما قد يساعدهم على التفاعل الاجتماعي وأن يكونوا اجتماعيين بصورةٍ أكبر.
فالرياضات الإلكترونية تتمتّع بقاعدة جماهيرية كبيرة، وممارستها، قد تساعد على تكوين صداقات مع أشخاص لديهم اهتمامات مشتركة، وكلّ ذلك يمكِن أن يُحسِّن المزاج والصحة النفسية.
2. الشعور بالإنجاز
أيضًا قد تساعد الألعاب على الشعور بالإنجاز وتحقيق الأهداف، بل هي واحدة من أكبر مزاياها، خاصةً عندما ينجح اللاعبون في تحقيق الأهداف المُحدّدة في العديد من الألعاب.
وهذا الإنجاز قد يعزّز احترام الذات والثقة بالنفس، ويمكِن أن يكون مفيدًا بشكلٍ خاص للأشخاص الذين لا يرون في أنفسهم تفوقًا في مجال معين، أو من يشعرون براحةٍ أكبر في بيئة افتراضية؛ إذ لا يخافون من انتقاد قدراتهم فيها.
3. تخفيف التوتر والقلق
قد تكون ممارسة الرياضات الإلكترونية وسيلة لتخفيف التوتر عند بعض الأشخاص، كما قد تكون وسيلة أيضًا للتخفّف من ضغوط الحياة اليومية، فمثلًا قد تجد نفسك انخرطت في لُعبة ما ونسيت الصراعات الشخصية التي تتعامل معها خارج العالم الافتراضي، ما يبعِد التوتر والقلق عنك ولو مؤقتًا.
علاوة على ذلك، تمتلك الاختيار إذا شعرت بغضبٍ أو قلق بعد خسارة اللعبة، بأن تُوقِف تشغيلها أو المحاولة مرة أخرى عدة مرات، وهذا يعتمد على قدرتك ورغبتك.
كذلك فقد صُمِّمت بعض الألعاب على نحو خاص للمساعدة على تقليل التوتر وتعزيز الاسترخاء، مثل ألعاب الألغاز، ومِنْ ثَمّ فقد تكون ذا فائدة كُبرَى لمن يرغبون في الاسترخاء والتخلص من التوتر.
4. التشجيع على السلوك الصحي والنشاط البدني
أيضًا يمكن للرياضات الإلكترونية أن تشجّع السلوكيات الصحية والنشاط البدني، فبعض الألعاب تطلب منك التحرّك جسديًّا، كما أنّ هناك ألعابًا مُصمّمة للمساعدة على تطوير المهارات الحركية والتنسيقية لدى الأطفال.
كذلك فإنّ الشعور بالإنجاز الذي تمنحه ممارسة الرياضات الإلكترونية للأطفال والكبار، يزيد الثقة بالنفس والإحساس بقِيمة الذات.
هل هناك آثار سلبية للرياضات الإلكترونية؟
رغم قدرة الرياضات الإلكترونية على تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي، وزيادة الثقة بالنفس، والمساعدة على تخفيف التوتر والقلق، فقد يكون لها بعض الآثار السلبية التي يمكن تفاديها، مثل:
1. الشعور بالغضب عند الخسارة
الرياضات الإلكترونية قد تكون تنافسية جدًّا، ومِنْ ثَمّ فقد تُصِيبك الخسارة أو مواجهة الصعوبات في الألعاب بانزعاجٍ وغضب، ورد الفعل العاطفي ذاك، قد يضرّ حالتك المزاجية بلا شك، لذا يجب السيطرة على المشاعر عند ممارسة الألعاب وتجنّب ردود الفعل العاطفية السلبية قدر الإمكان.
2. احتمالية الإدمان
من ناحية أخرى، فإنّ ألعاب الفيديو قد تُسبِّب إدمانًا عند لعبها بشكلٍ غير مسؤول، فهي ممتعة بالتأكيد ومفيدة في تخفيف التوتر، وشكل من أشكال الترفيه يمكن ممارسته من وقت لآخر خلال اليوم. لكن قد يؤدي الإفراط في اللعب إلى إدمان تلك الألعاب، وهذا بدوره قد يُسبِّب عُزلة اجتماعية، خاصةً إذا كُنت تقضي أغلب الوقت في اللعب ولا تتواصل مع أصدقائك أو أفراد أُسرتك بين الحين والآخر.
اقرأ أيضًا: لماذا تصيبك القهوة بالتوتر بينما لا تؤثر في غيرك؟
نصائح لممارسة الرياضات الإلكترونية بشكلٍ صحي
تعزيز الصحة ليس مفيدًا فقط لصحتك، بل يساعد أيضًا على تحسين أدائك في ممارسة الرياضات الإلكترونية، وفيما يلي بعض النصائح التي لا غنى عنها لتعزيز صحتك خلال ممارسة تلك الألعاب:
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ إذ تعزّز الإندورفينات، التي تحسّن المزاج وتخفّف التوتر، كذلك فإن اللاعبين الذين يمارِسون رياضة حركية بانتظامٍ أداؤهم أفضل من غيرهم.
الحرص على تناول طعامٍ صحي، خاصةً الأطعمة التي تزيد التركيز وتُحسِّن الأداء الذهني، مثل مصادر البروتين كالبيض والدجاج، والكربوهيدرات المعقدة، مثل الأرز البني والكينوا، التي تضمن إمدادًا مستمرًّا للطاقة.
شُرب كميات مناسبة من الماء على مدار اليوم.
ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل التنفّس العميق، حال الشعور بالتوتر أو الغضب عند التعرّض لخسارة أو صعوبة في تجاوز مهام أو تحدّيات بعض الألعاب.
أخذ فترات راحة واسترخاء من الألعاب من وقت لآخر، مع ممارسة تمارين الإطالة إِن أمكن.
الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة بالنوم 7 - 9 ساعات كل ليلة، فالنوم الجيّد ضروري لتجديد نشاط الدماغ، واللعب بتركيزٍ أفضل في اليوم التالي.
