علماء يرصدون "عين ساورون" في مجرة تبعد مليارات السنين الضوئية
ظهر في الفضاء العميق ما يشبه "عين ساورون"، رمز القوة والرقابة المطلقة في سلسلة أفلام Lord of the Rings، لكن هذه المرة كظاهرة حقيقية، وليست مجرد صورة خيالية.
العلماء اكتشفوا تيارًا كونيًا من البلازما، يعرف باسم "Cosmic jet"، صادر عن مجرة من نوع "Blazar" مدعومة بثقب أسود فائق الكتلة، ويمثل واحدًا من أكثر مصادر الطاقة إشعاعًا في الكون.
اقرأ أيضًا: غرائب محطة الفضاء الدولية.. أحد روادها سرق زوجته وهو بالفضاء
المجرة المعروفة باسم PKS 1424+240، على الرغم من بعدها الشاسع بمليارات السنين الضوئية، تعد من ألمع الأجسام في السماء، وقد أربكت العلماء لسنوات طويلة بسبب حركة تيارها الكوني البطيئة نسبيًا، رغم كونه أحد أكثر مصادر أشعة غاما ونيوترينوات الكون إشعاعًا، وهذا التناقض دعا الباحثين لإعادة دراسة الظاهرة بدقة غير مسبوقة.
BREAKING NEWS 🚨: Scientists are baffled after spotting the 'Eye of Sauron' in deep space! pic.twitter.com/MLKBs4u1fV
— All day Astronomy (@forallcurious) August 13, 2025
وباستخدام 15 عامًا من الملاحظات فائقة الدقة عبر مصفوفة Very Long Baseline Array المكونة من 10 تلسكوبات، تمكن الفريق من تكوين صورة عميقة للتيار بدقة مذهلة.
وعند إعادة بناء الصورة، وصف المؤلف الرئيسي يوري كوفاليف، من معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوي، المشهد بأنه "مذهل للغاية"، مع تيار يشير مباشرة نحو الأرض وإطار مغناطيسي دائري شبه مثالي، وهو ما لم يسبق رؤيته من قبل.
نتائج ظهور عين ساورون
أدت هذه المحاذاة المباشرة مع الأرض إلى تضخيم الإشعاعات الراديوية عالية الطاقة بمقدار 30 مرة أو أكثر، بينما يبدو التيار بطيء الحركة نتيجة تأثيرات الإسقاط، وهو خداع بصري كلاسيكي، حسب ما أوضح الباحث المشارك جاك ليفينغستون.
اقرأ أيضًا: 10 تجارب سعودية تعانق الفضاء من أيدي طلاب الغد
كما أتاح هذا المنظور المباشر للعلماء فرصة نادرة لدراسة قلب تيار المجرة، وكشف الإشارات الراديوية أن بنية المجال المغناطيسي للتيار على شكل حلزوني أو دائري، وهو ما يلعب دورًا رئيسيًا في تسريع الجسيمات إلى طاقات قصوى.
وأوضح الباحثون أن التصوير من هذا الاتجاه المباشر أتاح لهم فرصة لفهم كيفية تضخيم إشعاعات الراديو عالية الطاقة بشكل كبير، حيث تزداد سطوع الإشعاعات بمقدار ثلاثين ضعفًا أو أكثر، ومع البطء وتأثيرات الإسقاط البصري، يتشكل وهمًا بصريًا كلاسيكيًا يربك علماء الفلك ويكشف عن الطبيعة المعقدة لهذه الظواهر الكونية.
