كيف ترتبط الساعة البيولوجية باضطرابات المزاج؟ دراسة جديدة تكشف المفاجآت
أظهرت دراسة جديدة نُشرت في Journal of Biological Rhythms، أن حوالي 23% من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المزاج يظهرون انحرافًا داخليًا في إيقاع الساعة البيولوجية، وهذا الانحراف يشير إلى تباين غير طبيعي في توقيت الإشارات البيولوجية مثل الميلاتونين والكورتيزول ودرجة حرارة الجسم.
هذه الإشارات البيولوجية تتحكم في العديد من العمليات الجسدية والسلوكية مثل النوم، والمزاج، واليقظة، وعندما تصبح هذه الإشارات غير متزامنة داخليًا، فإن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل صحية نفسية، ومنها الاكتئاب والقلق.
في هذه الدراسة، ركز الباحثون على فهم العلاقة بين توقيت هذه الإشارات البيولوجية وتأثيراتها على اضطرابات المزاج، واكتشفوا أن هذا الانحراف البيولوجي قد يكون عاملًا مهمًا في تفاقم الأعراض الاكتئابية.
أقرأ أيضًا: 8 ساعات في ميدان الألعاب الإلكترونية: تحالف لا يُقهَر بين الدقة والأناقة والتكنولوجيا
هل توقيت الإيقاعات البيولوجية غير المتناسقة يسهم في تفاقم الأعراض الاكتئابية؟
في الدراسة، قام الباحثون بقياس توقيت ثلاثة إشارات بيولوجية أساسية: بدء إفراز الميلاتونين في الظلام، ذروة الكورتيزول في الصباح، وأدنى درجة حرارة للجسم.
وقد تم اختبار 69 شخصًا يعانون من اضطرابات مزاجية، مثل الاكتئاب والقلق، مقارنة بـ19 شخصًا أصحاء.
النتائج أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من انحراف في توقيت هذه الإشارات كانوا أكثر عرضة للأعراض الاكتئابية الحادة، على سبيل المثال، الأشخاص الذين بدأ إفراز الميلاتونين لديهم في وقت متأخر عن المعتاد أو الذين شهدوا انخفاضًا مبكرًا في درجة حرارة الجسم، أظهروا مستويات أعلى من الاكتئاب.
وتبين أن الانحراف في توقيت هذه الإشارات البيولوجية يمكن أن يؤدي إلى مشاعر شديدة من الإرهاق، وعدم التوازن النفسي، مما يزيد من الأعراض الاكتئابية.
كيف يمكن استخدام هذه النتائج في تحسين العلاجات النفسية؟
أدت هذه النتائج إلى التساؤل حول كيفية استفادة المرضى من استراتيجيات علاجية تركز على تنظيم الإيقاعات البيولوجية الداخلية، ويعتقد الباحثون أن تصحيح توقيت الساعة البيولوجية قد يكون جزءًا من العلاج الفعال لاضطرابات المزاج مثل الاكتئاب.
أقرأ أيضًا: Bugatti تكشف عن ساعة Tourbillon المستوحاة من محركات سياراتها الفائقة (فيديو)
على سبيل المثال، قد تساعد العلاجات التي تنظم توقيت الميلاتونين أو تعديل نمط النوم في إعادة التنسيق بين الإشارات البيولوجية المختلفة، وبالتالي تقليل حدة الأعراض الاكتئابية.
لكن الباحثين يشيرون إلى أن المزيد من الدراسات طويلة المدى ضرورية لفهم كيفية تأثير الانحراف البيولوجي على الصحة النفسية في المدى البعيد، قد تسهم في تحسين العلاجات النفسية.
