النرجسية والإقصاء الاجتماعي.. دراسة جديدة تكشف الرابط المثير
كشفت دراسة حديثة أن الأفراد ذوي النزعة النرجسية، وخاصة النوع القائم على التنافسية والعداء، يبلغون عن شعورهم بالإقصاء الاجتماعي بمعدل أعلى من غيرهم، كما أنهم غالبًا ما يتعرضون فعلًا للاستبعاد من المواقف الاجتماعية.
الإقصاء الاجتماعي، أو ما يُعرف بالشعور بالتجاهل أو الاستبعاد، يُعد تجربة نفسية مؤلمة ذات آثار سلبية موثقة جيدًا، وتركز الدراسة على "النرجسية العظمى"، وهي مزيج من السعي المفرط للإعجاب والسلوكيات العدائية (التنافسية).
اقترح الباحثون في الدراسة في Journal of Personality & Social Psychology، ثلاثة مسارات رئيسية تفسر هذا الارتباط: أولًا، أن النرجسيين قد يكونون شديدي الحساسية لإشارات الإقصاء، ما يجعلهم يفسرون مواقف غامضة على أنها استبعاد، ثانيًا، أن سلوكهم قد يدفع الآخرين فعليًا إلى تجنبهم، ثالثًا، أن تكرار هذه التجارب يعزز السمات النرجسية لديهم مع مرور الوقت.
دراسة تكشف اختلاف معالجة الرجال والنساء للأخطاء السابقة
اعتمد البحث على بيانات متنوعة من استطلاعات واسعة النطاق، ودراسات يوميات يومية، وتجارب مخبرية، بالإضافة إلى دراسة طولية استمرت 14 عامًا وشملت أكثر من 77 ألف مشارك.
في الدراسة الأولى التي شملت عينة تمثيلية من البالغين في ألمانيا، وجد الباحثون أن سمات النرجسية، خاصة التنافسية، ارتبطت بزيادة الشعور بالإقصاء حتى بعد ضبط مستوى تقدير الذات.
أما الدراسة الثانية، التي تابعت نحو 500 مشارك على مدى 14 يومًا عبر تطبيق للهاتف، فأظهرت أن سمتي الإعجاب والتنافسية ارتبطتا بزيادة حالات الإقصاء اليومية، مع ميل النرجسيين إلى المبالغة الطفيفة في تقدير عدد مرات تعرضهم للاستبعاد.
وفي التجارب المخبرية (الدراسات 3 و4)، تبين أن النرجسيين لا يبالغون في إدراك الإقصاء الواضح والصريح، لكنهم أكثر ميلًا لاعتبار المواقف الاجتماعية الغامضة شكلًا من أشكال الإقصاء، ما يعكس حالة من اليقظة المفرطة تجاه التهديدات الاجتماعية.
طول الرجل وسعادة الزوجة.. هل هناك علاقة فعلًا؟ دراسة تكشف الإجابة
كيف يستجيب الآخرون للنرجسيين؟
أظهرت الدراسات 5 و6 أن الأفراد الذين يُنظر إليهم على أنهم نرجسيون، خاصة أصحاب النزعة التنافسية، كانوا أقل ترحيبًا من الآخرين للانضمام إلى فرق أو مجموعات، سواء استند التقييم إلى ملفات مكتوبة أو مقاطع فيديو.
أما الدراسة السابعة، التي اعتمدت على بيانات من نيوزيلندا على مدى 14 عامًا، فكشفت عن علاقة متبادلة: النرجسية تنبئ بزيادة لاحقة في الإقصاء، والتعرض للإقصاء بدوره يعزز السمات النرجسية، مما يخلق حلقة مفرغة تستمر مع الزمن.
تؤكد النتائج أن النرجسيين أكثر عرضة لتفسير المواقف الغامضة على أنها إقصاء، كما أن سلوكياتهم قد تدفع الآخرين لاستبعادهم، مما يعزز بمرور الوقت نزعتهم النرجسية، وتشير الدراسة إلى أن النتائج تنطبق على عينات غير سريرية، وقد تختلف عند الأفراد المصابين باضطراب الشخصية النرجسية.
