دراسة علمية تكشف عن خطورة الاصطدام بالكويكبات مقارنة بالمخاطر اليومية الأخرى
في دراسة جديدة أجراها علماء من كلية أولين للهندسة باستخدام بيانات ناسا، تبين أن احتمالات الوفاة بسبب الاصطدام بالكويكبات أكثر من المتوقع. وقد كشف الباحثون أن هناك حوالي 22,800 جسم قريب من الأرض (NEOs) يبلغ قطره 140 مترًا أو أكثر، مما يزيد من احتمالية الاصطدام بكويكب.
وبافتراض أن الاصطدام قد يقتل شخصًا واحدًا من كل 1000 شخص، فإن الاحتمالات الفعلية للوفاة بسبب الاصطدام بالكويكبات هي واحدة من بين 156,000. بالمقارنة مع خطر الوفاة بسبب ضربة صاعقة، فإن الفرصة للموت نتيجة صاعقة أقل قليلاً، حيث تكون فرصة الموت نتيجة لضربة صاعقة واحدة من بين 163,000.
ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن هناك العديد من المخاطر الأخرى في حياتنا اليومية التي تفوق احتمالية الموت بسبب كويكب. يشير العلماء إلى أن احتمال الوفاة بسبب حادث سيارة أكبر بكثير، حيث أن هناك فرصة سنوية بنسبة 0.0091% أن يصطدم كويكب يصل قطره إلى 140 مترًا بالأرض.
وبالتالي، الاحتمالات تزيد بشكل كبير على مدار حياة أي شخص، ويقدر الباحثون أن الاحتمال هو واحد من بين 156 أن يصطدم كويكب بالأرض خلال الحياة البشرية. إذا وقع الاصطدام، فإن الأضرار يمكن أن تكون كارثية، حيث يمكن أن تتسبب الكويكبات في انفجارات أكبر بكثير من القنابل التي سقطت على هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالمية الثانية.
مقارنة الاصطدام بالكويكبات مع المخاطر اليومية
في المقابل، يبدو أن العديد من المخاطر اليومية التي نواجهها أكثر تهديدًا لحياتنا من الاصطدام بكويكب. وفقًا للدراسة، وجد الباحثون أن هناك احتمالًا أكبر بكثير للوفاة بسبب أمراض مثل التسمم بأول أكسيد الكربون أو الإصابة بالإنفلونزا. فرص الوفاة بسبب تسمم أول أكسيد الكربون تقدر بحوالي واحدة من بين 66، في حين أن خطر الوفاة بسبب الإنفلونزا يشكل أيضًا تهديدًا أكبر من الاصطدام بكويكب.
فوفقًا للدراسات، فإن الإنفلونزا تقتل حوالي واحد من كل 1000 شخص سنويًا، وهي بنفس خطورة تأثير الاصطدام بكويكب 140 مترًا. ومع ذلك، بينما يصعب تجنب الكويكبات، من السهل الوقاية من الأمراض مثل الإنفلونزا. إلى جانب ذلك، فإن القيادة تعد من أكبر المخاطر التي تهدد حياتنا، حيث يُصاب ثلث الأشخاص في حادث سيارة طوال حياتهم، ومع وجود فرصة واحدة من كل 100 حادث أن يكون مميتًا، فإن فرصة الوفاة بسبب حادث سيارة تقدر بحوالي واحد من كل 273 حادثًا.
كيف يمكن للبشر تغيير مسار الكويكبات باستخدام تقنية DART؟
في حين أن الاصطدام بكويكب يبدو تهديدًا غير قابل للتجنب، إلا أن علماء ناسا قد أظهروا في مهمتهم DART عام 2022 أن البشر قادرون على تغيير مسار الكويكبات المتجهة نحو الأرض. في هذه المهمة، تم ضرب كويكب Dimorphos بواسطة قمر صناعي سريع الحركة بهدف تحريكه عن مساره باستخدام تقنية تسمى "الضربة الحركية".
اقرأ أيضاً ناسا تقترب من أسرار الكون بمساعدة كويكب على شكل الآيس كريم! (فيديو)
يمكن لهذه التقنية تغيير سرعة الكويكب بشكل طفيف، ولكن عند تنفيذها قبل الاصطدام المتوقع، فإن هذا التغيير البسيط يمكن أن يتحول إلى تحوّل كبير في مسار الكويكب بمرور الوقت، مما يمنع الاصطدام بكوكب الأرض. رغم أن هذه المهام تتطلب سنوات من التخطيط واستثمارات ضخمة، فإن العلماء يعتقدون أن الاصطدام بالكويكبات يمكن الوقاية منه تقنيًا.
