ظاهرة فلكية نادرة السبت المقبل.. كويكب يقترب من الأرض على بُعد أقل من نصف مليون كيلومتر
أعلنت الجمعية الفلكية بجدة عن اكتشاف كويكب جديد يُعرف بالرمز (2025 ME90)، من المتوقع أن يمر بالقرب من الأرض يوم السبت 5 يوليو 2025، في حدث فلكي يوصف بـ"القريب نسبيًا"، لكنه آمن تمامًا وفقًا للمعايير العلمية والفلكية.
ووفق التقديرات، يبلغ قطر الكويكب نحو 150 مترًا، وسيعبر بجوار الأرض على مسافة تقارب 478 ألف كيلومتر، أي ما يعادل 1.25 مرة المسافة بين الأرض والقمر، مما يجعله من الأحداث المثيرة للاهتمام دون أن يمثل خطرًا على الكوكب.
قصة الرصد بدأت من هاواي وتحوّلت إلى تنسيق عالمي
وأوضح رئيس الجمعية، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن قصة الكويكب بدأت يوم الجمعة 27 يونيو، عندما التقطت محطة الرصد البصرية التابعة لشبكة ATLAS-TDO، والواقعة في هاواي، أولى الصور للكويكب. وقد تم تسجيله لاحقًا ضمن قائمة الأجسام القريبة من الأرض التابعة لمركز الكواكب الصغيرة.
وخلال أقل من 48 ساعة فقط، ساهمت أكثر من 26 محطة فلكية دولية في رصد الكويكب، ما مكّن العلماء من تحديد مداره بدقة كبيرة. وتُوجت هذه الجهود بصدور النشرة الرسمية MPEC 2025-M152 بتاريخ 30 يونيو، وهو اليوم الذي يصادف "يوم الكويكبات العالمي"، مما أضفى رمزية خاصة على الحدث. وأكدت النشرة أن الكويكب يُعد جرمًا متوسط الحجم، نظريًا قادر على إحداث أضرار كبيرة لو كان في مسار تصادمي مع الأرض، إلا أن الحسابات الحالية تنفي وجود أي خطر.
وأشار أبو زاهرة إلى أن أقرب مسافة سيصل إليها الكويكب خلال عبوره بجوار الأرض تُقدّر بنحو 478,800 كيلومتر، وهي مسافة تُعد قريبة بمعايير الفلك، لكنها لا تُشكل تهديدًا على الكوكب بأي حال. وأكد أن الخبراء في مركز الكواكب الصغيرة التابع للاتحاد الفلكي الدولي، وكذلك في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، قد استبعدوا بشكل قاطع حدوث أي اصطدام.
وأضاف أن تصنيف الكويكب يأتي ضمن فئة الكويكبات القريبة من الأرض (NEOs)، ورغم قربه النسبي، إلا أن عبوره يُعد فرصة علمية مثالية للرصد والدراسة، وليس مدعاة للقلق.
مدار مائل ودورة شمسية معقدة
وبيّن رئيس الجمعية أن الكويكب يدور حول الشمس في مدار إهليلجي يمتد إلى مسافة تتجاوز 1.3 وحدة فلكية، ويُكمل دورة كاملة كل 1.64 سنة أرضية. كما يتميز مداره بزاوية ميل تبلغ نحو 11.3 درجة، وهو ما يجعله يعبر مستوى مدار الأرض بزوايا غير معتادة نسبيًا.
هذا الميل المداري الفريد يزيد من أهمية دراسته، خاصة أن الكويكب سيصبح في نطاق الرصد باستخدام تلسكوبات أرضية كبيرة، مما يوفر إمكانية لتحليل شكله وبنيته بدقة.
اقرأ أيضاً كويكب أكبر من برج إيفل يقترب من الأرض في هذا الموعد
وأكد أبو زاهرة أن مرور الكويكب بالقرب من الأرض قد يُشكل فرصة نادرة لإجراء رصد راداري عبر مراصد متخصصة مثل مرصد غولدستون التابع لناسا، الذي يمكنه التقاط تفاصيل دقيقة عن الكويكب، مثل شكله الهندسي، ومدة دورانه حول نفسه، وحتى احتمالية وجود أقمار صغيرة مرافقة له.
وختم بقوله إن هذه الظواهر، رغم كونها مألوفة للفلكيين، تمثل لحظة علمية ثمينة تتيح توسيع معارفنا حول الأجسام القريبة من الأرض، وتدعم جهود مراقبة السماء لحماية الكوكب مستقبلاً من الأجسام التي قد تكون مهددة.
