الذهب يرتفع 25% في 2025.. والأثرياء يحتفظون به بطرق غريبة!
مع ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 25% منذ بداية عام 2025، عاد المعدن الأصفر ليخطف الأضواء مجددًا كملاذ آمن، وسط توتر الأسواق العالمية وتنامي المخاوف الجيوسياسية، فقد تحوّل الذهب إلى حديث الساعة، ليس فقط في البورصات، بل أيضًا في منازل الأثرياء ومخابئهم الخاصة.
إلى أين تذهب أسعار الذهب؟
المشهد لم يعد مقتصرًا على الأسواق المالية؛ حتى متاجر التجزئة الكبرى مثل "كوستكو Costco" في الولايات المتحدة الأمريكية اضطرت إلى فرض قيود على شراء السبائك الذهبية بسبب ارتفاع الطلب، في خطوة تعكس التغيّر العميق في سلوك المستثمرين.
اقرأ أيضًا: صيف فائق الرفاهية.. أين ترسو يخوت الأثرياء هذا الصيف؟
ووفقًا لمسح حديث أجراه بنك HSBC، تضاعفت حصة الذهب في محافظ المستثمرين الأثرياء من 5% إلى 11% خلال عام واحد فقط، ما يوضح التحوّل الواضح نحو أصول أكثر أمانًا في ظل الأزمات المتلاحقة.
ووصف جيمس ستيل، كبير محللي المعادن الثمينة في HSBC، الذهب بأنه "صديق عدم اليقين"، مؤكدًا أن الأزمات السياسية والاقتصادية تحفّز الطلب على المعدن الأصفر، وهو ما تثبته حالة السوق الحالية في ظل تصاعد الحروب التجارية وتقلّب أسعار العملات.
وفي آسيا والشرق الأوسط، لطالما كان الذهب جزءًا من الثقافة المالية والموروث الاستثماري، خاصةً في ظل ارتفاع معدلات التضخم وتقلبات أسعار الصرف.
أما في الولايات المتحدة، فقد بدأ كبار المستثمرين مؤخرًا في التحوّط من تراجع الدولار عبر تكثيف حيازاتهم من الذهب.
أين يحتفظ الأثرياء بالذهب؟
الخيارات المتاحة أمام المستثمرين اليوم متنوعة، تشمل العقود الآجلة، والصناديق المتداولة، والشراء المباشر للسبائك غير المخصصة بقيمة تبدأ من 250 ألف دولار، أو امتلاك سبيكة كاملة تزن 400 أونصة وتُقدّر قيمتها بنحو مليون دولار.
اقرأ أيضًا: أين ينفق الأثرياء أموالهم؟ تقرير يكشف المدن الأغلى عالميًا
لكن عددًا متزايدًا من المستثمرين يفضّلون ما يمكنهم لمسه وتخزينه بأنفسهم، ويقول ستيفن جوري، كبير استراتيجيي السلع في بنك JPMorgan: "بعض عملائنا يُصرون على امتلاك سبيكتهم الخاصة... بل إن بعضهم يدفنها في حديقة منزله!"
ويصل جنون التحوّط بالذهب إلى أقصى مستوياته لدى فئة من المستثمرين الذين يبحثون عن أقصى درجات الأمان، فيلجأون إلى خزائن محصنة داخل مخابئ عسكرية سابقة في جبال الألب السويسرية، تديرها شركات متخصصة مثل Swiss Gold Safe.
ويقول لودفيغ كارل، المدير التنفيذي للشركة: "عملاؤنا من دول متقدمة، لكنهم لا يثقون كثيرًا بالحكومات أو الأنظمة المالية، ويعتبرون الذهب خطة احتياطية لا غنى عنها".
اقرأ أيضًا: هل يدفع الأثرياء ما يكفي من الضرائب؟ محادثة مع ChatGPT تكشف مفاجآت
ورغم الإقبال الكبير، لا يستبعد محللو HSBC أن يرتفع الطلب أكثر إذا تصاعدت وتيرة التوترات العالمية. فكلما ازداد "القلق العالمي"، زادت جاذبية المعدن الأصفر في أعين المستثمرين الباحثين عن الاستقرار وسط العواصف الاقتصادية.
