شراكة «ثمانية» و«لا ليغا».. «موسم الرياض» يعيد تعريف الترفيه عبر الإعلام الرياضي العالمي
منذ انطلاق رؤية 2030، شهدت المملكة العربية السعودية تحولًا جذريًا في مفهوم الترفيه، فأصبحت الفعاليات الفنية والمهرجانات الثقافية مثل "موسم الرياض" رمزًا لحراك مجتمعي نابض بالحياة، ولقد أطلقت الأنشطة الترفيهية العنان لجيل جديد من المبدعين السعوديين، كما كشفت عن فرص واعدة لتحويل الترفيه إلى رافد اقتصادي يعزز من تنوع مصادر الدخل الوطني ويدفع عجلة التنمية بخطى واثقة.
وفي خطوة استراتيجية تؤكد ذلك، وقّع "موسم الرياض" مشروع رعاية الشراكة بين رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (لا ليغا)، وشركة "ثمانية" الناقل الحصري للبطولات السعودية، والتابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، وذلك خلال فعالية احتضنتها العاصمة البريطانية لندن، يوم الخميس 17 يوليو الجاري.
شراكة استراتيجية تجمع #موسم_الرياض مع رابطة الدوري الإسباني لاليغا، وشركة ثمانية المالكة لحقوق بث الدوري السعودي، لتطوير النقل وتقديم تجربة مشاهدة عالمية باستخدام أحدث التقنيات في الصوت والإخراج والبث 😎🔥🇸🇦#BigTime#RiyadhSeason pic.twitter.com/qJ1QUOeqWx
— TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) July 17, 2025
تفاصيل الشراكة
وقّع الاتفاقية كل من المهندس فيصل بن سعيد بافرط، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه عن "موسم الرياض"، خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم "لا ليغا"، وعبدالرحمن أبومالح، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ثمانية"، بحضور جمانا بنت راشد الراشد، الرئيسة التنفيذية لمجموعة SRMG، وفيصل الخميسي، رئيس مجلس إدارة شركة "ألفا".
برامج تدريبية
تشمل الاتفاقية، توسيع استخدام التقنيات الحديثة، وتوزيع إضاءة الملاعب، ووضع دليل إرشادي فني متكامل للإنتاج التلفزيوني. وستتولى "لا ليغا" تنفيذ برامج تدريبية متخصصة لبناء قدرات الفرق المحلية العاملة بمجال الإنتاج، بما يضمن نقلاً تدريجيًا وفعالاً للمعرفة في القطاع السمعي والبصري داخل المملكة العربية السعودية.
حضور دولي للكرة السعودية
وفي تصريح له، أوضح خافيير تيباس، أن التعاون مع "ثمانية" و"موسم الرياض" يعكس التزام "لا ليغا" بالمساهمة في تطوير البنية الفنية للدوري السعودي، مضيفًا: "نتمتع بعلاقة مثمرة مع دوري روشن السعودي، وسنعمل على نقل معاييرنا في الإنتاج السمعي والبصري لتقديم تجربة بث متطورة".
وأشار تيباس، إلى أن الاتفاقية تمثل "خطوة مهمة في مسيرة كرة القدم السعودية نحو مزيد من الحضور الدولي"، حيث ستقدم "لا ليغا" خدمات استشارية متقدمة تشمل الإخراج الفني، وتوزيع الكاميرات، وتقنيات الصوت، ومعايير البث الحديثة المعتمدة في الدوري الإسباني.
وأكد رئيس "لا ليغا"، أنهم يتطلعون للعمل مع الشركاء السعوديين لتقديم تجارب بث استثنائية.
حقوق حصرية
أُعلن الشهر الماضي فوز شركة "ثمانية للنشر والتوزيع"، بحقوق النقل الحصري لبطولات كرة القدم السعودية، والتي تشمل كلاً من دوري روشن، وكأس الملك، وكأس السوبر، ودوري يلو، وذلك لكامل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بدءًا من موسم 2026/2025 وحتى نهاية موسم 2031/2030.
شراكة نوعية
من جانبه، أكد المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، أن هذه الشراكة النوعية تأتي امتدادًا لجهود "موسم الرياض" في تعزيز حضوره العالمي، مشيرًا إلى أن توقيع رعاية "لا ليغا" في العام الماضي كانت خطوة مهمة، وتُعد هذه الاتفاقية الجديدة استمرارية لتعزيز مكانة "موسم الرياض" في مجالات متنوعة، بما يسهم في انتشاره دوليًا.
مكافحة القرصنة
ستتعاون "لا ليغا" بشكل وثيق مع الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية لتطوير استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة القرصنة، ولحماية المحتوى الرياضي والترفيهي عالي الجودة.
كما تسعى هذه الشراكة، برعاية "موسم الرياض"، إلى تحقيق تجربة مشاهدة ثرية ترتقي بمستوى المحتوى المعروض، وتعزز من تفاعل الجمهور مع الدوري السعودي محليًا وعالميًا، ضمن استراتيجية أوسع تستهدف توطين المعرفة وتصدير الإبداع.
"موسم الرياض" وصناعة الترفيه لتنويع اقتصاد المملكة
عند إطلاقه عام 2019، لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يتحول "موسم الرياض" إلى فعالية مليونية، تستقطب ملايين الزوار، والأهم من ذلك أنه قدّم نموذجًا لمساهمة صناعة الترفيه في تنويع اقتصاد المملكة، وللتكامل بين القطاعات غير النفطية السعودية.
ويشكل الترفيه، إلى جانب السياحة والرياضة والثقافة، القطاعات الأربعة التي تعوّل المملكة على تعزيز حضورها في الاقتصاد لتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط، بالشراكة مع القطاع الخاص.
وتستهدف "رؤية المملكة 2030"، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، عام 2016، أن تصل نسبة مساهمة صناعة الترفيه في الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.2% بحلول 2030.
ومما ساهم في ترسيخ "موسم الرياض" في أذهان الروّاد والمستثمرين، هو إنشاء المناطق الدائمة مثل "بوليفارد سيتي" التي تحتوي على المقاهي والمطاعم ومتاجر العلامات التجارية المحلية والعالمية ومراكز الألعاب والمسارح والمعارض الفنية والثقافية، بجانب "بوليفارد وورلد" الذي يمكّن الزوار من التعرف على حضارات العالم، ويشكّل ما تشهده هذه المناطق من نشاط على مدار العام بوصلة محورية للمستثمرين لإقامة مشاريع مكمّلة حولها أو قريبة منها، سواء فندقية، أو خدمية، أو لوجستية.
طموح كبير
وفي تعليقه عقب توقيع الاتفاقية الاستراتيجية مع رابطة الدوري الإسباني "لا ليغا" برعاية "موسم الرياض"، كشف عبدالرحمن أبومالح الرئيس التنفيذي لشركة "ثمانية" التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، عن الخطوط العريضة لخطة تطوير النقل التلفزيوني للدوري السعودي والبطولات المحلية.
وأوضح أبومالح، أن الشراكة مع "لا ليغا" تمثل باكورة الجهود التي تبذلها "ثمانية" لتحسين تجربة المشاهد، وقال في تصريحات لـ"الشرق الأوسط": "عرضنا على المستشار تركي آل الشيخ رؤيتنا لتطوير إنتاج الدوري السعودي، وكان متحمسًا وداعمًا لنا، واليوم نشهد أولى ثمارها عبر اتفاقية مع (لا ليغا)".
وأضاف أيضًا: "وضعنا وعدًا بأن نعمل ليل نهار لتقديم الدوري السعودي والبطولات المحلية بما يليق بطموحات الجماهير، نشكر المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه على دعمه، والشراكة مع (لاليغا) خطوة مهمة في هذا الاتجاه"، مشيرًا إلى أن الاتفاقية مع "لا ليغا" تعد خطوة مهمة في مسار تطوير البث، مؤكدًا أن التفاصيل الكاملة لخطة النقل الجديدة سيعلن عنها في 8 أغسطس المقبل، بما في ذلك الآليات التقنية والتحريرية التي ستعتمدها الشركة في تقديم المحتوى.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "ثمانية" التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، على أن الهدف النهائي من هذه الجهود هو جعل الدوري السعودي من بين أفضل خمس دوريات في العالم، وهو ما يتطلب نقلاً تلفزيونيًا بجودة عالمية، مشددًا على أن هذا الطموح الكبير لا يمكن تحقيقه إلا بالاستفادة من خبرات مؤسسات عريقة مثل "لا ليغا"، واعتبر أن النجاح في هذا المجال يتطلب عملاً دؤوبًا واستثمارًا مستمرًا في التكنولوجيا والإبداع الإعلامي.
الرياضة جزء أصيل من ثقافة المجتمع السعودي
ولطالما شكّلت الرياضة جزءًا أصيلًا من ثقافة المجتمع السعودي، وشهدت السنوات الأخيرة تحولاً جذريًا في هذا القطاع الحيوي، مع انطلاق رؤية السعودية 2030 التي جعلت من تطوير الرياضة أولوية استراتيجية لتحسين جودة الحياة، وتعزيز حضور المملكة على الساحة الرياضية الإقليمية والدولية، على حد سواء.
حيث يشهد قطاع الترفيه في المملكة العربية السعودية تحولًا كبيرًا اجتماعيًا وثقافيًا، بالتوازي مع تسارع نمو القطاع وزيادة عدد المواسم والفعاليات، ويعد الترفيه حاجة إنسانية ومتطلبًا اجتماعيًا، بالإضافة إلى كونه نشاطًا اقتصاديًا مهمًا ومصدرًا للدخل، ومحركًا رئيسيًا للأنشطة الاقتصادية الأخرى.
وتركز المملكة في رؤيتها 2030 على الترفيه كرافد اقتصادي غير نفطي، بهدف تحقيق الإصلاح الاقتصادي المنشود، وخلق فرص استثمارية مستدامة تدعم الدخل القومي المحلي.
السعودية تمتلك الكثير من الخدمات الرقمية
وهذا ما أكد عليه خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم "لا ليغا"، من أن "الدوري السعودي الآن يملك لاعبين نجومًا ومن المهم تحسين جودة النقل لكي يستمتع به الجميع، كما أنه سبب لكي يصبح من أفضل 6 أو 7 دوريات في العالم".
وأوضح رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، في تصريحاته عقب توقيع الاتفاقية، بأن منصات النقل التلفزيوني والرقمي أصبحت مدمجة، والمملكة العربية السعودية دولة تمتلك شبابًا ولديهم الكثير من الخدمات الرقمية، لذلك عليهم وضع أيديهم معًا لكي ينجحوا.
