النساء أكثر قبولًا لعروض الرجال الجذابين... حتى لو كانت غير عادلة
كشفت دراسة جديدة أُجريت في الصين أن النساء يملن إلى قبول العروض الاقتصادية من رجال يمتلكون وجوهًا جذابة أو يُظهرون اهتمامًا اجتماعيًّا إيجابيًّا، مثل قولهم "أعجبت بك".
وأظهرت النتائج أن الانجذاب الجسدي واللفظي، إلى جانب مؤشرات الود، تلعب دورًا كبيرًا في قرارات الإنصاف والمساومة الاجتماعية، حتى في سياقات تبدو عقلانية ومنطقية.
نُشرت الدراسة في مجلة Behavioral Sciences، وأعدّها الباحثان جونشين شانغ (Junchen Shang) وييزهوو تشانغ (Yizhuo Zhang)، وشملت تجارب اقتصادية شاركت فيها مجموعة من الطالبات الجامعيات.
اقرأ أيضًا: هل تزداد المساواة كلما زاد تمثيل النساء؟.. دراسة جديدة تحدد النقطة الفاصلة
هل تؤثر جاذبية الوجه على قرارات النساء في التفاوض؟
أوضحت نتائج الدراسة أن إظهار الإعجاب أو التودد كان له تأثير كبير في نظرة النساء إلى تصرفات الآخرين، حتى عند تقييم سلوكيات قد تكون غير عادلة أو أنانية.
عندما عبّر الرجال عن إعجابهم بالنساء، كانت المشاركات أكثر تسامحًا في تقييم تلك التصرفات، مقارنة برجال لم يبدوا أي اهتمام.
ويعزو الباحثون ذلك إلى أن الاهتمام الشخصي يُعزز الانطباع الإيجابي ويخفف من حدة الحكم الاجتماعي، خاصة إذا ترافق مع مظهر جذاب.
الجاذبية الجسدية، وفق الدراسة، لعبت دورًا أعمق من المتوقع. حيث تبين أن النساء يكنّ أكثر قبولًا للرجل الوسيم، حتى في مواقف لا علاقة لها بالمظهر الخارجي.
وبينما كانت جاذبية الصوت مؤثرة بدرجة ما، فإن الوجه الجذاب كان العامل الأقوى في التأثير على القرارات والتقييمات.
هذا يتوافق مع ما تشير إليه دراسات سابقة حول ما يسمى بـ "علاوة الجمال"، وهي الفرضية التي تقول إن الأشخاص الجذابين يُعتبرون تلقائيًا أكثر ذكاءً، وأخلاقًا، وجديرين بالثقة.
المثير في نتائج الدراسة هو أن النساء كنّ أكثر انتقادًا للرجال الجذابين الذين يُظهرون اهتمامًا ولكن يتصرفون بأنانية.
ففي حين ساعدهم مظهرهم على كسب تعاطف مبدئي، إلا أن عدم انسجام الإشارات الإيجابية مع الأفعال أثار استياءً أكبر، وكأن التوقعات التي خلقها المظهر لم تتحقق.
أما الرجال غير الودودين، فحين قدموا سلوكيات غير عادلة، لم يكن تقييم النساء سلبيًا بنفس الدرجة، إذ كانت التوقعات منخفضة من البداية.
تُظهر هذه النتائج أن النساء لا يتخذن قراراتهن على أساس الوقائع وحدها، بل يتأثرن بمؤشرات ظاهرية وشخصية، مثل الجاذبية والاهتمام.
وهو ما يبرز التداخل العميق بين العاطفة والانطباع الاجتماعي في الحكم على الآخرين، حتى في مواقف يفترض فيها التجرد والعدالة.
