أسهم بيركشاير تتراجع رغم صعود الأسواق.. هل فقدت الشركة مكافأة بافيت؟
سجّلت أسهم الشركة تراجعًا بنسبة 11%، في وقت صعد فيه مؤشر S&P 500 بنسبة 10%. هذا التراجع المفاجئ أثار تساؤلات بين المستثمرين حول ما إذا كان ما يُعرف بـ"بريميوم بافيت" قد بدأ بالاختفاء مع اقتراب رحيله.
اقرأ أيضًا: من يملك أكبر عدد من أسهم بيركشاير هاثاوي بخلاف وارن بافيت؟
ويُقصد بهذا المصطلح المكافأة السوقية التي ارتبطت باسم بافيت طوال عقود، بوصفه أحد أنبغ المستثمرين في التاريخ، وصاحب الرؤية الفذة في إبرام الصفقات وتحويل بيركشاير من مصنع نسيج خاسر إلى إمبراطورية مالية عالمية.وذلك وفقًا لموقع Business Insider
جون لونغو، أستاذ التمويل وكاتب "نصائح بافيت"، أكد وجود "بريميوم بافيت"، مشيرًا إلى أن الكثير من رواد الأعمال قد يترددون في بيع شركاتهم إلى بيركشاير من دون وجود بافيت شخصيًا، الذي يشتهر بتقديم صفقات بسيطة وعادلة وملكية دائمة.
من جانبه، قال بيل سمد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Smead Capital، إن بافيت منح بيركشاير قيمة تتجاوز مثيلاتها من التكتلات، مرجّحًا أن يخسر السهم جزءًا إضافيًا من تلك القيمة بعد تنحيه الكامل.
هل انتهت قيمة بافيت السوقية؟
في المقابل، رأى كريس بلومستران، رئيس شركة Semper Augustus، أن ما يسمى "بريميوم بافيت" لم يعد قائمًا فعليًا منذ عام 1998، عندما استخدم بافيت أسهم بيركشاير المرتفعة لشراء شركة General Re. وأوضح أن تراجع السهم في الفترة الأخيرة قد يعود إلى عوامل مرتبطة بقطاع التأمين الذي تنشط فيه الشركة عبر كيانات مثل Geico وNational Indemnity.
أما ستيفن تشيك، الرئيس التنفيذي لشركة Check Capital، فأكد أن السهم ربما كان "مبالغًا في تقييمه قليلًا" قبيل إعلان بافيت، وقد عاد الآن إلى مستوى أكثر اتساقًا. وأشار إلى أن بافيت نفسه شهد خلال ولايته تراجعات بنسبة 50% في ثلاث مناسبات، ومع ذلك بقيت ثقة السوق به ثابتة.
من المرتقب أن يتولى غريغ آبل، نائب رئيس الشركة منذ عام 2018، منصب الرئيس التنفيذي مطلع يناير المقبل. ورغم إشادة المحللين بكفاءته، إلا أن بعضهم يرى أن بافيت يبقى "لا يُعوّض"، كما قال تشيك، موضحًا أن جزءًا من عبقرية بافيت تكمن في أنه بنى شركة قادرة على الاستمرار من بعده، ولو أن بصمته تظل فريدة.
يرى لاري كانينغهام، مؤلف عدة كتب عن بافيت، أن السوق لم تبنِ تقييمها أبدًا على وجود بافيت وحده، بل على المنظومة التي بناها. وأضاف: "اليوم، باتت قيمة بافيت تكمُن في الفرص النادرة والاستراتيجية، والتي باتت نادرة في السنوات الأخيرة".
