مشروع لإحياء أحد أضخم طيور الأرض.. هل يشهد العالم عودة طائر الموا الأسطوري؟
في مشروع علمي رائد تقوده مجتمعات الماوري الأصلية، بدأت شركة Colossal Biosciences الأميركية العمل على إعادة إحياء طائر الموا العملاق المنقرض، الذي كان يجوب أراضي نيوزيلندا قبل نحو 800 عام، ليصبح خامس نوع منقرض يخضع لجهود الإحياء البيولوجي بعد الماموث والدودو والنمر التسماني والذئب الرهيب.
جينومات من الماضي
تعاون فريد يجمع بين شركة Colossal، ومركز أبحاث Ngāi Tahu التابع لأبرز قبائل الماوري، من أجل استخراج الحمض النووي الكامل لتسعة أنواع مختلفة من طائر الموا، الذي تراوحت أحجامه بين طائر بحجم الديك الرومي وعملاق يبلغ طوله 3.6 أمتار ويزن نحو 230 كيلوغرامًا.
وقد أعلنت Colossal أنها جمعت أكثر من 60 عينة عظمية وتعمل حاليًا على تسلسل الجينوم الكامل لعدة أنواع من الموا، بهدف إعادة بناء خريطة وراثية شاملة تتيح مستقبلاً استنساخ هذه الكائنات المنقرضة.
ويمثّل هذا المشروع امتدادًا لاستراتيجية الشركة في إزالة الانقراض De-Extinction، وهي تقنية تعتمد على استخراج الحمض النووي القديم، ثم زرعه في خلايا كائنات حية قريبة وراثيًا.
وسبق أن استخدمت هذه التقنية لإنتاج ذرية هجينة تحمل صفات وراثية لكائنات منقرضة، مثل الجراء الثلاثة Romulus وRhemus وKhaleesi المولودة من خلايا ذئب رمادي.
الهدف لا يقتصر على استعراض عضلات التكنولوجيا، بل يطمح المشروع إلى إعادة التوازن البيئي واستعادة كائنات لعبت دورًا حيويًا في النظم البيئية لأماكنها الأصلية.
من طائر بلا أجنحة لرمز ثقافي
المخرج العالمي بيتر جاكسون، أحد أبرز الداعمين للمشروع، وصف طائر الموا بأنه "أحد الطيور القليلة المعروفة التي لا تمتلك أجنحة على الإطلاق"، فيما عبّر رئيس شركة Colossal بن لام عن تقديره العميق للبعد الروحي والثقافي لهذا الكائن، قائلاً: "هذا المشروع يتجاوز البيولوجيا، إنه احتفاء بقيم الماوري وتاريخهم العريق".
وأضاف لام: "العمل مع قبائل الماوري منح المشروع عمقًا ثقافيًا وروحيًا لا مثيل له. لم نعد نتحدث فقط عن حماية النظام البيئي، بل عن إحياء صلة روحية بين البشر والأرض التي عاشوا عليها لقرون".
شركة صينية تحافظ على الحيوانات المهددة بالانقراض بـ"الاستنساخ"
ورغم التحديات العلمية الهائلة، فإن المشروع يحظى بدعم تقني متقدم يشمل تطوير بيض اصطناعي قد يُستخدم في عمليات الحمل الخارجي، ما يفتح الباب أمام استراتيجيات غير مسبوقة في التلقيح والاستنساخ البيئي.
وتأمل Colossal أن تُسهم هذه المبادرات في وقف انقراض الأنواع المهددة حاليًا، عبر فهم أعمق للتكوين الجيني للأنواع المنقرضة، وبناء حلول مستقبلية قائمة على العلم والتعاون العابر للثقافات.
