دراسة تكشف خللًا في التحكم العاطفي لدى مرضى اضطراب القلق
كشفت دراسة حديثة أن الأفراد المصابين باضطراب القلق العام Generalized Anxiety Disorder (GAD) يُظهرون أنماطًا غير معتادة في التحكم العاطفي مقارنة بالأشخاص الأصحاء، ما ينعكس سلبًا على أدائهم في المهام التي تتطلب تمييزًا عاطفيًا وتبديلًا ذهنيًا مرنًا.
يُعد اضطراب القلق العام من الحالات النفسية الشائعة التي تتسم بقلق مفرط وغير قابل للسيطرة حيال الأمور اليومية، حتى في غياب مبررات منطقية. ويُصاحب هذه الحالة أعراض بدنية مثل التوتر العضلي، والأرق، والتعب، واضطرابات التركيز.
اقرأ أيضًا: طريقة التخلص من القلق بأنواعه
أجريت الدراسة المنشورة في مجلة Frontiers in Psychiatry، على عينة شملت 50 شخصًا مصابًا باضطراب القلق العام، و50 آخرين من الأصحاء. وشارك جميعهم في اختبارات قياسية لتقييم مستويات القلق والاكتئاب، إلى جانب اختبارات معرفية لقياس الكبح العاطفي Affective Inhibition والمرونة العاطفية Affective Flexibility، مثل مهام الانتباه وتبديل السياق العاطفي.
ضعف الاستباقية وزيادة ردود الفعل
أظهرت النتائج أن المشاركين المصابين باضطراب القلق العام يعانون ضعفًا فيما يُعرف بـ"التحكم الاستباقي"، أي القدرة على الاستعداد المسبق والتركيز على المهام، في مقابل زيادة في "التحكم التفاعلي"، الذي يُعبّر عن ردّ فعل مضخم تجاه المحفزات العاطفية. كما تبيّن أنهم يواجهون صعوبة في تبديل الانتباه بين مهام تتضمن محتوى عاطفيًّا، ما يُضعف مرونتهم الذهنية.
أوضح فريق البحث بقيادة يوكي شين Yuqi Shen أن النتائج تؤكد وجود خلل في التحكم المعرفي لدى مرضى القلق العام في سياقات عاطفية، وهو ما يرتبط بضعف القدرة على التعرّف إلى المشاعر والتكيف مع المتغيرات العاطفية. ومع ذلك، حذر الباحثون من أن تصميم الدراسة لا يسمح بتحديد علاقة سببية مباشرة، بل يسلّط الضوء على ارتباطات مهمة يمكن البناء عليها مستقبلًا.
