لماذا نشعر بالإرهاق المزمن؟ نظرية جديدة تقدّم تفسيرًا غير متوقّع
في زمن تتصاعد فيه معدلات التوتر والإنهاك النفسي والجسدي، حصد فيديو انتشر على منصة تيك توك مشاهدات تجاوزت نصف مليون مشاهدة، بعدما قدّم تفسيرًا بسيطًا لكنه عميق لأسباب ما يشعر به كثيرون يوميًا من قلق مزمن وإجهاد داخلي.
صاحبة الفيديو، بريتني بايبر Brittany Piper، ممارِسة علاج Somatic Experiencing ومؤلفة كتاب Body-First Healing، طرحت نظرية مفادها أن عالمنا الحالي لا يتماشى مع البنية الطبيعية لجهازنا العصبي، بل يدفعه للبقاء في حالة تأهب دائمة، كما لو كنا نعيش في بيئة تهديد مستمر.
دراسة تكشف الرابط بين السكتات الدماغية وأوهام الخيانة الزوجية
وفي حديثها مع مجلة Newsweek، أكدت بايبر أن الكثير من الأعراض النفسية والبدنية التي نعانيها اليوم، ليست عشوائية، بل ردود ذكية من الجسد على شعور غامر بعدم الأمان.
جهاز الإنذار الداخلي يعمل دون توقف
تشرح بايبر أن الجهاز العصبي يشبه جهاز إنذار داخلي، يراقب باستمرار محيطه بحثًا عن الخطر، وفي ظل عالم سريع، مليء بالإشعارات، والخلافات السياسية، والقلق الاقتصادي، والانفصال الاجتماعي، فإن الإنذار لا يتوقف.
وكنتيجة لذلك، يبقى الجسم عالقًا في أنماط "القتال أو الهروب أو التجمد أو الانسحاب"، مع ضخ مستمر لهرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.
وهذه الحالة المستمرة من التوتر، وفقًا لبايبر، تؤدي إلى أعراض مثل القلق المزمن، الإرهاق، الآلام الجسدية، واضطرابات النوم، وهي مشكلات أصبحت شائعة في مجتمعاتنا المعاصرة.
وتنصح بايبر بتغيير جذري في طريقة التعامل مع الإرهاق: "الشفاء لا يعني بذل مجهود أكبر، بل التراجع خطوة، والإنصات لما يقوله الجسد".
فيما تقترح خطوات بسيطة لبدء عملية التعافي، مثل التركيز على الإحساس بالأرض تحت القدمين، والانتباه إلى التنفس، أو ملاحظة شيء مريح في البيئة المحيطة.
الرجال يدفعون ثمن أمراض الطفولة لاحقًا.. دراسة تكشف علاقة مفاجئة
وتؤكد أن هذه الممارسات البسيطة يمكنها تعزيز الشعور الداخلي بالأمان وتنظيم الجهاز العصبي تدريجيًا.
ويتزامن هذا الطرح مع اتساع الاهتمام العالمي بالعلاج الجسدي والتجارب النفسية العميقة، حيث تقدم نظرية بايبر منظورًا جديدًا يلقى صدىً قويًا لدى أولئك الذين يشعرون بأنهم عالقون في وضع القيادة القصوى.
وبينما يواصل الفيديو انتشاره، يجد كثيرون فيه تفسيرًا طالما بحثوا عنه لمشاعر غير مفهومة من التوتر والضغط، كما يجدون فيه دعوة للتهدئة والإنصات، بدلًا من المواصلة في سباق لا يتوقف.
