العلماء يكتشفون قوة خفية قد تفسّر تماسك الكون

بعد بحثٍ امتد لأكثر من عقد، نجح علماء الفضاء في تتبّع أحد أعظم الألغاز الكونية: المادة المفقودة في الكون.
وبحسب دراسة حديثة نُشرت في مجلة Astronomy and Astrophysics، فقد تم اكتشاف هذه المادة داخل خيط غازي هائل الحرارة، يبلغ طوله أكثر من 23 مليون سنة ضوئية، ويمتد بين أربعة عناقيد مجرّية ضخمة، ليحتوي على كتلة تفوق مجرة درب التبانة بعشر مرات.
وأوضح الباحثون أن هذه الغازات، التي تصل حرارتها إلى 10 ملايين درجة مئوية، كانت مختبئة في خلفية كونية خافتة يصعب رصدها بسبب تداخل إشعاعات أخرى، مثل تلك الصادرة عن الثقوب السوداء العملاقة، لكن بفضل دمج بيانات مرصد XMM-Newton الأوروبي وSuzaku الياباني، تمكّن الفريق من إزالة التشويش الإشعاعي وتحديد خصائص المادة بدقة.
اقرأ أيضاً العلماء يعيدون تصنيع روائح الفضاء الغريبة في شكل عطور تقنية
شبكة عنكبوتية تربط الكون

الاكتشاف الجديد يعزّز الفرضية القائلة إن الكون مكوّن من نسيج كوني خفي، يربط بين المجرّات على شكل خيوط تمتد عبر الفضاء السحيق، فيما يشبه شبكة عنكبوتية غير مرئية.
ويؤكد العلماء أن هذه البنية الغامضة تطابق ما توقّعته النماذج الكونية من حيث الكثافة ودرجة الحرارة، ما يمنح هذه الفرضيات دعمًا غير مسبوق.
ويرى الباحثون أن هذه الخيوط لا تربط المجرّات فقط، بل تشكّل الأساس البنيوي للكون كما نعرفه، مرجّحين أن تُساهم هذه النتائج في إعادة تعريف فهمنا لبنية الكون ومكانة الأرض داخله.
ويُعدّ هذا الإنجاز خطوة علمية كبيرة تُقرّبنا من فهم طبيعة المادة، والطاقة التي تُشكّل الجزء الأكبر من هذا الكون الشاسع.