الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل الجيل الجديد في سوق العمل
أعادت شركات كبرى النظر في توظيف الكفاءات الشابة والمبتدئة، مع التوسع المتسارع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إذ باتت المهام الأولية التي كانت تُوكل تقليديًا للموظفين الجدد تُنجز عبر وكلاء ذكيين داخل المؤسسات، وأسفر هذا التحول عن تراجع فرص التدريب العملي بنسبة 15% خلال العامين الماضيين، بحسب بيانات منصة "Handshake".
أزمة قيادية مستقبلية محتملة
وصفت سوزان كلارك، الرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة الأمريكية، نقص الكوادر الجديدة بأنه "أحد أكبر التحديات في سوق العمل الأمريكي"، وأعربت عن قلقها قائلة: "ماذا يحدث عندما لا توظف جيلاً كاملاً؟ كيف تصنع طبقة القيادة التالية؟" وأضافت أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المهام التأسيسية قد يؤدي إلى فجوة ثقافية وتنظيمية داخل المؤسسات.
اقرأ أيضًا: هل يُنهي الذكاء الاصطناعي وظائف مديري الإدارة الوسطى أم يعيد تعريفها؟
ثقافة التوجيه لا تقل أهمية عن التقنية
وفي محاولة لمعالجة هذا التحدي، شدد عدد من قادة الأعمال على أهمية تعزيز ثقافة الإرشاد والتوجيه داخل الشركات، باعتبارها حجر الأساس في إعداد جيل جديد من القادة؛ وأكدوا أن نقل الخبرات وتطوير المهارات القيادية لا يقل أهمية عن التحول الرقمي، خاصة في بيئة عمل تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي وتفتقر إلى التفاعل البشري في المراحل التأسيسية.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يهدد هيمنة جوجل: تراجع ملحوظ في استخدام محرك البحث
الذكاء وحده لم يعد كافيًا
من جهته، يرى تيموثي يونج، الرئيس التنفيذي لشركة Jasper.ai، أن ما يهم الآن ليس "امتلاك أذكى الأشخاص"، بل اختيار موظفين قادرين على الإدارة والتكيّف، وقال: "كل موظف سيكون لديه خلال الأشهر القادمة عدد من الوكلاء الرقميين الذين يساعدونه في أداء عمله، لذا أصبحت مهارات الإدارة والمرونة أكثر أهمية من مجرد الذكاء الفطري."
أوضح يونج أن شركته باتت تركز على سمات مثل الفضول والقدرة على التعلّم أكثر من الشهادات أو الخبرة التقنية فقط، معتبرًا أن الجيل الشاب يملك طاقة كبيرة، لكنها تحتاج إلى إدارة مختلفة عن الأساليب التقليدية؛ هذا النهج يعكس تحولًا واسعًا في فلسفة التوظيف والقيادة في ظل سيطرة الذكاء الاصطناعي على بيئة العمل الحديثة.
