دليلك لتحقيق متعة السياحة والسفر خلال شهر رمضان
السياحة خلال شهر رمضان لها نكهتها الخاصة، بغض النظر عن الوجهة، وفي حين قد يفترض البعض أن السفر خلال هذه الفترة صعب أو مقيد، فإنه يمكن لهذا السفر أن يوفر فرصة استثنائية لتجارب مختلفة، سواء كان خياركم التعرف على عادات رمضانية لدول إسلامية، أو زيارة دول ووجهات أخرى.
في الدول الإسلامية يمكن للسياح الانغماس في الأجواء الروحانية للمساجد، وتجربة كرم الضيافة، والاستمتاع بالتجربة الرمضانية ككل، بينما يمكن للمسافر في الدول غير الإسلامية القيام بالنشاطات السياحية المختلفة، مع الاستمتاع بالتخطيط الذكي، الذي يضع بالحسبان خصوصية الشهر الفضيل.
هل هناك مانع من السفر خلال رمضان؟
لا يوجد ما يمنع من السفر في رمضان، خصوصاً أن المشقة المرتبطة بالسفر لم تعد كما كانت في السابق، ووفق أحكام السنة النبوية يسمح للصائم السفر في رمضان، شرط أن تكون المسافة التي يقطعها لا تسبب له مشقة كبيرة، بينما هناك شروط للإفطار ترتبط بالمسافة ومدة الإقامة، وعليه إذا أقام المسافر في المكان الذي سافر إليه أكثر من 4 أيام، فحينها يعتبر مقيماً ولا يجوز له الإفطار.
وفيما يتعلق بالسفر بالطائرة، فإن أحكام المسافة والمشقة تنطبق عليها أيضاً، ولكن هناك أحكام خاصة تتعلق بموعد الإفطار خلال السفر، فإذا أقلعت الطائرة مثلًا قبل غروب الشمس، فلا يجوز الإفطار إلا إذا غربت في الموقع الجغرافي للطيران، مع مراعاة التوقيت المحلي والتوقيت الأصلي.
كيف تجعل رحلتك في رمضان مميزة؟
تعتمد تجربة السفر خلال رمضان بشكل كبير على الوجهة، فإذا كانت الوجهة دولة إسلامية بهدف اختبار الأجواء الرمضانية المميزة، فحينها ستكون أسهل لناحية التكيف والراحة، أما إذا كانت غير إسلامية، فستتطلب الرحلة مقاربة مختلفة كلياً، مع الأخذ بالاعتبار التحديات المتعلقة بالصوم، وتوفر الأطعمة الحلال وأماكن العبادة.
اقرأ أيضًا| وجهات الصائمين: سراييفو.. مزيج الطبيعة الساحرة والإرث البديع
- التخطيط للوجهة:
عند اختيار الوجهة، من الضروري مراعاة عديد من العوامل في مقدمتها المناخ، إذ يفضل الابتعاد عن الدول ذات المناخ الحار، واختيار الوجهات التي تتمتع بمناخ معتدل أو بارد.
وتتميز مناطق آسيا الوسطى وعدد من الدول الأوروبية كإسبانيا والبرتغال وإيطاليا بطقس معتدل ودرجات حرارة صديقة للصائمين، بمعدل يتراوح بين 10 و18درجة مئوية خلال هذه الفترة من السنة.
عند اختيار وجهة السفر، ضع في الحسبان أيضًا ما إذا كانت إسلامية أم لا، فالخيار الأول سيسهل عليك التخطيط، أما الثاني فسيحتاج لمقاربة مختلفة كلياً.
في الدول غير الإسلامية قم باختيار الوجهة والفندق بناء على سهولة الوصول إلى أماكن الصلاة وتوفر وجبات السحور والإفطار، وإذا كانت الدولة لا تحتوي على مساجد فابحث عن فنادق صديقة لرمضان، توفر جميع احتياجات الصائمين.
السياحة.. نهاراً أم ليلاً؟
بطبيعة الحال، تختلف الأنشطة السياحية خلال رمضان، لأنها يجب أن تتناسب مع خصوصية الصيام، ويجب التخطيط لكل نشاط وفق قدرتك على التحمل، والاستماع إلى الإشارات التي يرسلها جسدك، فإذا كانت جولة مشي لساعة تبدو صعبة، تجنبها.
وعند السياحة خلال ساعات النهار، ضع الطقس وعوامل الجهد البدني بالحسبان، وخطط لمسار الرحلة مسبقاً، وحدد الأماكن التي ترغب بزيارتها لتوفير الوقت والجهد، وقم باختيار أنشطة لا تتطلب مجهوداً كبيراً.
أيضاً عليك وضع أوقات الصلاة في الحسبان، وتخصيص الوقت لأدائها خلال الجولة السياحية، أو ضمان قدرتك على العودة إلى مكان إقامتك أو الوصول إلى مسجد قريب لأدائها.
كما يفضل تجنب التخطيط ليوم سياحي كامل خلال الصيام، ولكن إن كانت لديك القدرة الجسدية التي تمكنك من القيام بذلك خطط لجولة تتضمن فترات راحة، وتجنب الأماكن المزدحمة خصوصاً في الأجواء الحارة.
في المقابل هناك حل آخر بسيط وعملي ومريح، وهو السياحة بعد الإفطار، وهناك العديد من الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها خلال ساعات الليل، وفي الواقع بعضها يبدو أجمل خلال تلك الفترة، حيث تضيء الدول معالهما الشهيرة، ما يوفر تجربة بصرية مذهلة مثل "برج إيفل" في باريس، و"الكولوسيوم" في روما، و"دار الأوبرا" في سيدني، وغيرها الكثير.
وتعتبر الأسواق الليلية وجهة شهيرة، خاصة في جنوب شرق آسيا، وهي فرصة مثالية لتجربة المأكولات المحلية، مع الوضع بالحسبان نوعيتها، وما إن كانت حلالاً أم لا؟
والسياحة الليلية يمكن التخطيط لها عبر شركات متخصصة، تقدم جولات ليلية بصحبة مرشدين، للمدن والمواقع التاريخية وغيرها من مناطق الجذب السياحي، ما يوفر منظوراً فريداً وآمناً.
بهذه الطريقة يمكنك زيارة أكبر عدد ممكن من المناطق، والقيام بأكبر عدد ممكن من الأنشطة ليلاً، وتقليل عدد الوجهات أو الأنشطة النهارية إلى الحد الأدنى، وهذا سيمكنك من اختبار روعة السياحة خلال ساعات الليل وساعات النهار بالحد الأدنى من الإرهاق.
اقرأ أيضًا: أفضل الوجهات لأجواء رمضانية خاصة: عبق روحاني ومتعة الاستكشاف
نصائح للتعامل مع التعب والإرهاق أثناء السفر في رمضان؟
كما سبق وذكرنا، فإن التخطيط الذكي للسفر مهم للغاية، بالإضافة إلى تحديد موعد الجولات السياحية التي تريد القيام بها، مع اتباع الآتي:
- أولاً: التعامل مع اضطراب الرحلات الجوية الطويلة خلال الصيام:
بشكل عام، تنطبق النصائح المتعلقة بالتعامل مع اضطراب الرحلات الجوية الطويلة الخاصة بالسفر خارج رمضان على الصائمين، إذ يمكنك تغيير جدول النوم قبل الرحلة لتتماشى مع الوجهة أو المنطقة الزمنية، وذلك بالاستيقاظ مبكراً عن السفر شرقاً، واستخدام صندوق الإضاءة ليلًا عند السفر غربًا.
إضافة إلى ذلك قد يكون الصيام في أثناء الرحلة مفيداً، حيث وجد العديد من المسافرين أن هذه الطريقة تقلل من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، لأن الساعة الداخلية للجسم تتأثر جزئياً بتناول الطعام، وبالتالي فإن تخطي الوجبات يساعد على إعادة ضبطها.
ثانياً: توفير الطاقة من خلال الأكل السليم والنوم:
نوعية الطعام الذي تختاره خلال سفرك له أهمية مضاعفة، حيث تلعب دوراً حاسماً في استمتاعك بالرحلة، لذلك احرص على تناول ما يمدك بالطاقة، سواء خلال الإفطار أو السحور، وذلك لأن السياحة ستتنوع بين ساعات النهار والليل.
في وجبة الإفطار اختر الأطعمة غير الدسمة، واحرص على ترطيب الجسم بشرب الماء والعصائر الطبيعية، والتمر هنا أساسي، إذ يعد مصدرًا طبيعيًا للطاقة السريعة، بالإضافة إلى الحساء والأطعمة الغنية بالبروتين، كالأسماك والدجاج والبقوليات، والكربوهيدرات المعقدة كالأرز البني، فهي تمد الجسم بالطاقة مع انخفاض معدلات السكر المفاجئ.
الأمر نفسه ينطبق على السحور، خصوصاً إن كنت تخطط للقيام بنشاطات سياحية خلال النهار، وللسحور تناول الكربوهيدرات البطيئة الهضم كالشوفان والكينوا وخبز القمح، لأنها توفر معدلات ثابتة من الطاقة، بالإضافة إلى المكسرات والفواكه، لكونها مصدراً للبروتين والدهون الصحية.
وفيما يتعلق بالنوم، تتطلب السياحة خلال النهار فترات راحة متكررة، وقيلولة قصيرة تتراوح بين 20 و30 دقيقة لاستعادة النشاط، مع الحرص على النوم الكافي ليلاً.
أما عند السياحة الليلية، فالنوم أثناء النهار ضروري، ولكن يجب كسر هذا الروتين لليلة واحدة على الأقل، لأن نوم النهار لا يعوض نوم الليل من حيث الفوائد والجودة.
