"50 % لديهم خطة للتأمين".. أثرياء يستعدون لنهاية العالم بملاجئ فاخرة
المليارديرات من أصحاب شركات التكنولوجيا يشترون ملاجئ فاخرة، ويوظفون أفراد أمن لحماية أنفسهم من الانهيار المجتمعي الذين ساعدوا على صنعه.
يقص الكاتب والصحفي الأمريكي "دوجلاس روشكوف" في كتابه "Survival of the Richest" مقابلة أُجريت معه بصفته مختصًا في العلوم الإنسانية للحوار بشأن آرائه في تأثير التكنولوجيا على المستقبل مع مجموعة من أثرياء وادي السيليكون؛ وقال: "قبلت دعوة للحوار مع مجموعة من الأثرياء يسمون أنفسهم (ملاك الأسهم فاحشي الثراء)، وسط الصحراء. انتظرتني سيارة ليموزين في المطار. وقطعنا طريقًا أدركت خلاله عندما بدأت الشمس تغيب في الأفق، أنني قضيت في السيارة ثلاث ساعات. تساءلت أي نوع من صناديق تمويل الاحتياطات قد يدفع هؤلاء الأثرياء إلى حضور مؤتمر يبعد عن المطار كل تلك المسافة. بعدها لاحظت على طريق موازٍ بجوار الطريق السريع طائرة صغيرة تستعد للهبوط في مطار خاص".
في صباح اليوم التالي بدأ حديثه مع 5 رجال أثرياء من رواد التكنولوجيا، اثنين منهم على الأقل من المليارديرات. اكتشف "دوغلاس" بعد تجاذب أطراف الحديث أنهم لم يحضروه كي يجري حديثًا معهم، بل ليجيب عن استفساراتهم.
الإجابة عن الأسئلة الصعبة
بدأ الحديث بأسئلة متوقعة من نوعية "من سيربح حرب التكنولوجيا: غوغل أم الصين؟ البيتكوين أم الإثيريوم؟ ثم تطرقوا لصلب الموضوع: أي منطقة ستكون أقل تأثرًا بالتغيرات المناخية؟ نيوزيلندا أم آلاسكا؟ ثم بدأت الأمور تنحدر، ما هو التهديد الأكبر: الاحتباس الحراري أم الحرب البيولوجية؟ إلى أي مدى ينبغي أن نخطط لنتمكن من البقاء على قيد الحياة دون مساعدة خارجية؟ هل يجب أن يكون للملجأ مصدر هواء خاص به؟ ما هو احتمال تلوث المياه الجوفية؟
ثم صرح الرئيس التنفيذي لإحدى شركات السمسرة أنه على وشك الانتهاء من بناء مخبأ خاص به تحت الأرض، وسأل عن كيفية إحكام سيطرته على القوات الأمنية التابعة له إذا وقعت الفأس في الرأس؟
يواصل "دوغلاس" حديثه: "كان الأمر أشبه بأنهم يريدون صناعة سيارة تهرع بسرعة كافية لتهرب من العوادم الناتجة عن السيارة نفسها. بدأ الأمر بمحاولات استعمار المريخ وتطوير الذكاء الاصطناعي والانطلاق نحو مستقبل تكنولوجي لا علاقة له بجعل العالم مكانًا أفضل أكثر من كونه يزج بالعالم في خطر محدق التغير المناخي وارتفاع منسوب مياه البحر".
وبهذا، يمكننا القول إن عقلية الهروب من الواقع الذي يقوده رواد وادي السيليكون تشجع أتباعها على الاعتقاد بأن الفائزين قادرون على نحو أو آخر على ترك بقية سكان العالم وراءهم والهروب.
خطة تأمينية لنهاية العالم
من جانبه صرح "ريد هوفمان"، مؤسس منصة LinkedIn، إن ما لا يقل عن 50% من الأثرياء في وادي السيليكون لديهم "خطة تأمينية لنهاية العالم"، إما مخبأ تحت الأرض أو خطة طوارئ في حالة وقوع كارثة، مضيفًا أنه بمجرد القول إن أحدهم سيشتري منزلاً في نيوزيلندا هو بمثابة "غمزة عين" تعني "المعنى في بطن الشاعر".
اقرأ أيضًا:هل قامت الحرب العالمية الأولى بسبب شطيرة؟
ما هي الملاجئ المتاحة حول العالم؟
الأوبوديوم "THE OPPIDUM"
كان ملجأً نوويًا بالقرب من براغ، بدأ بوصفه مشروعًا سريًّا بين الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا في الثمانينيات. وهو الآن يعد أكبر منزل آمن تحت الأرض في العالم، ومجهز بحمام سباحة، ومهبط للطائرات ونظام دفاعي.
الملجأ بطابقين أحدهما فوق الأرض والثاني تحتها، يفصل بينهما باب مضاد للانفجار حتى يتمكن السكان من النزول للطابق تحت الأرضي في حالة التهديد ثم الصعود مرة أخرى ما إن تمر العاصفة.
فيفوس "VIVOS"
مجمع ملاجئ "فيفوس" كان سابقًا عبارة عن منشأة ألمانية لتخزين الذخيرة في أثناء الحرب الباردة، بناه السوفييت تحت جبل ألماني يبلغ ارتفاعه 400 قدم، تبلغ مساحة الملجأ الآن أكثر من 200 ألف قدم مربع، ويباع كمساكن فردية تخصص لأفراد بعينهم بمسبح خاص ومسرح وصالة ألعاب رياضية.
ووفقًا لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" يضم المجمع 43000 قدمًا مربعة فوق الأرض، وثلاثة أميال عبارة عن أنفاق. ويبدأ سعر الشقة الواحدة في المجمع بـ 2.2 مليون دولار.
وبنت شركة "فيفوس" لنفسها مخبأ يتسع لـ 300 شخص في نيوزيلندا.
وحدات ملاجئ خاصة في ولاية كانساس الأمريكية
أُعيد بناء مستودع صواريخ أطلس في ولاية كانساس الأمريكية لتكون وحدات سكنية فاخرة مجهزة بأجهزة ستانلس ستيل وإضاءات ليد ونظم منزلية أتوماتيكية.
ووفقًا للمخطط سيتشارك ملاك الوحدات في حمام سباحة واحد، وجدار تسلق الصخور والمسرح وحديقة الكلاب. الملجأ عبارة عن وحدات بنتهاوس بمساحة 3600 قدم مربعة على مستويين، وتبدأ أسعارها من 4.5 مليون دولار، ووحدات نصف طابق بمساحة 920 قدمًا مربعة على مستوى واحد، وتبدأ أسعارها من 1.5 مليون دولار.
اقرأ أيضًا:7 اكتشافات علمية كانت تستحق الفوز بنوبل.. هل تعرفها؟
منازل آمنة في بولندا
بديل جيد لمن لا يريد مخبأ تحت الأرض. يحتوي المسكن المكون من طابقين على معدات متحركة تحول المنزل إلى حصن بلا أبواب ولا نوافذ، فيبدو من الخارج عبارة عن كتلة فولاذية أسمنتية، ومن الداخل يطل على مسطحات خضراء للريف البولندي، كما يحتوي المنزل على مسبح محاط بجدران معدنية عملاقة في حالة وقوع كارثة ظهور الزومبي.
مخبأ عسكري بريطاني تاريخي بأربعة مستويات
المخبأ في نوتنغهام ببريطانيا، ومخصص لإيواء أعضاء الحكومة البريطانية في حالة وقوع هجوم نووي، وهو معزز ليتحمل أخطار الإشعاع النووي، كما أن هيكل المخبأ نفسه في الغالب تحت الأرض، ويطلق عليه سكان المنطقة "الكرملين".
المخبأ بدأ بغرفة واحدة كانت غرفة حرب، ثم توسعت لإيواء المزيد من موظفي الحكومة بعد علم الحكومة بأنباء تطوير السوفييت للقنابل الهيدروجينية. لكن للأسف عُرض المبنى وأرضه للبيع لمن يرغب في الحفاظ على الموقع.
