MIT تبتكر روبوت بحجم الحشرة… هل سيغير مستقبل البحث والإنقاذ؟ (فيديو)
كشف فريق من الباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، عن روبوت جوي صغير الحجم يحاكي رشاقة الحشرات في الطيران، ويتميز بسرعة ومناورة غير مسبوقة.
هذا الابتكار يمثل نقلة نوعية في مجال الروبوتات الدقيقة، حيث كانت النسخ السابقة بطيئة وتتحرك في مسارات متوقعة، بينما النموذج الجديد يغير المعادلة تمامًا، بفضل تصميمه الميكانيكي والذكاء الاصطناعي المدمج فيه.
تصميم روبوت MIT الحشري
الروبوت الجديد بحجم شريط ميكروكاسيت، ووزن أخف من مشبك الورق، ويعتمد على عضلات صناعية ناعمة لتحريك أجنحته الكبيرة بسرعة عالية، وهذا التصميم يمنحه القدرة على القيام بانعطافات حادة وتسارع مذهل، إضافة إلى حركات بهلوانية جوية تشبه ما تقوم به الحشرات في الطبيعة.
وقد أظهرت الاختبارات أن الروبوت قادر على أداء عشر دورانات هوائية متتالية في 11 ثانية، مع الحفاظ على مساره ضمن خمسة سنتيمترات فقط، حتى في ظروف الرياح، وهو إنجاز غير مسبوق في هذا المجال.
لم يكن تطوير العتاد وحده كافيًا لتحقيق هذه القفزة، إذ احتاج الروبوت إلى "دماغ" أسرع وأكثر ذكاءً، لذلك طور الباحثون نظام تحكم جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث يستخدم إطارًا تنبؤيًا للتخطيط لمسارات معقدة، مثل الانعطافات الحادة والدورانات هوائية، ثم يتم تبسيط هذه الحسابات عبر نموذج تعلم عميق خفيف، قادر على تنفيذها في الوقت الفعلي.
هذا النظام جعل الروبوت أسرع بنسبة 447%، وأكثر قدرة على التسارع بنسبة 255%، مقارنة بالإصدارات السابقة، وهو ما يضعه في مستوى قريب من أداء الحشرات الطبيعية.
يؤكد الباحثون أن الهدف النهائي هو استخدام هذه الروبوتات في بيئات يصعب على الطائرات التقليدية دخولها، مثل المباني المنهارة بعد الزلازل أو المناطق الضيقة التي يصعب الوصول إليها، وبفضل قدرته على المناورة السريعة، يمكن للروبوت أن يصبح أداة إنقاذ حيوية للبحث عن ناجين في الكوارث الطبيعية.
كما أن قدرته على تنفيذ حركات بصرية شبيهة بالحشرات قد تدعم إضافة كاميرات وأجهزة استشعار مستقبلًا، مما يعزز استقلاليته في الملاحة دون الاعتماد على أنظمة تتبع خارجية.
الدراسة التي نشرت في مجلة Science Advances، تؤكد أن الروبوتات الحشرية الطائرة باتت أقرب من أي وقت مضى لمضاهاة رشاقة الطبيعة، وقد تكون قريبًا جزءًا من فرق الإنقاذ في العالم الحقيقي.
