إيتيكيت تقديم الاستقالة.. 7 أخلاقيات احترافية تحلَّ بها قبل المغادرة

تعدُّ الاستقالة الإجراء الرّسمي لترك العمل أو الوظيفة أو المنصب في كامل أنحاء العالم، وفي جميع التنظيمات الإدارية سواء العامة منها أو الخاصّة.

وكغيرها من الإجراءات، هناك ضوابط ومقاييس وأخلاقيات يجب أن يتقيّد بها طالب الاستقالة عند تقديم طلبه. فسواء كان هذا الطلب ناتجًا عن رغبة شخصية أو من منطلق صراع تنظيمي، فلا تترك الاستقالة على الطاولة والمغادرة دون التقيد بمجموعة من المعايير التي تجعل اتخاذ هذا القرار، والتعامل معه واضح المعالم.

نستعرض لكم أهم النقاط التي يجب تطبيقها والتعامل بها عند تقديم الاستقالة.

1.فكر جيدًا قبل اتخاذ القرار

اتخاذك لقرار الاستقالة هو قرار مصيريّ وتاريخي في مسارك المهني، لأنك ستخرج من العمل، وأكثر من ذلك ستخرج من وضع سيؤثّر على حياتك بشكل مباشر.

فسواء كان هذا التغيير الذي ستذهب إليه إيجابيًّا أم سلبيًّا، سيكون جديدًا عليك وسيكسر العادات والنظام الذي كنت تسير عليه، لذلك وجب عليك أن تدرس قرار استقالتك دراسة معمقة.

ويجب عليك أن تتناول جيدًا جميع النّقاط بما فيها النتائج الإيجابية والسلبية التي قد تصادفك نتيجة هذا القرار.

فمثلا قد يكون قرار استقالتك متسرعًا، أو أنه سينقلك لوضع أصعب من الذي تعيشه في المؤسسة التي تعمل بها، كأن تجد نفسك تبحث عن عمل بعدما كنت مستقرًّا وتتقاضى أجرك بشكل عادي، أو قد ينقلك هذا الخيار إلى الأفضل كأن تجد منصبًا أفضل من سابقه فتتحسن وضعيتك.

لكن تذكر أن الأهم هو التفكير قبل اتخاذ قرارك.

2.التّنويه والإعلام

من آداب التخلي عن العمل والتّوجّه الى الاستقالة كخيار نهائي، إعلام مديرك أو المسؤول عنك بقرار استقالتك، فذلك ضروريٌّ جدًّا، لأن الاستقالة تعني شغور منصب مهني، وهو ما يجعل بعض الأنشطة تتوقف وتسبب خللاً في التسيير.

لذا فإن إحاطتك للمسؤول وإعلامه بقرارك سيجعله يتّخذُ إجراءات مباشرة أو مؤقّتة تحفظ سيرورة العمل ولا تؤثّر سلبًا على التنظيم.

كما أنه سيتيح لك فرصة لطرح مشكلاتك التي ربّما دفعتك للاستقالة، لأن هذا القرار يعد نهائيًّا وآخر الإجراءات التي تتم مناقشتها.

فإذا كانت هناك مشكلات بينك وبين الإدارة، فإن المسؤولين قد يناقشون قضيتك بجدّية، ما يجعلك ربما تعدل عن قرارك أو تتمسك به إذا لم ترغب فعلاً في المواصلة.

لذا تذكّر أن إعلامك للجهة المسؤولة عنك بقرار استقالتك أمر بالغ الأهمية.

3.توضيح الأسباب

لكل استقالة دافع أو مجموعة دوافع تجتمع فيما بينها للوصول إلى هذا القرار.

فَعَلى المستقيل أن يقدّم توضيحات منطقية وأسبابًا واقعية لهذه الاستقالة عندما يقدّمها (يمكن تقديمها في الطلب أو كمرفق معه).

ليس من اللّباقة الخروج من التنظيم دون أسباب، أو من دون توضيحات لهذا الإجراء.

وجدير بالذكر أن بعض الاستقالات التي تأتي خالية من أسباب يتم رفضها في الكثير من الأحيان، لأنه وكما سبق وذكرنا، من حق المسؤول أن يعرف سبب استقالة موظفيه.

توضيح الدّوافع قد يساعده على سدّ الثّغرات الموجودة حتى لا يستقيل الموظف الذي سيشغل المنصب نفسه فيما بعد.

لذا احرص دائمًا على توضيح دوافعك ومجموعة الأسباب التي جعلتك تستقيل.

اقرأ أيضًا: في مقدمتها تجنب الحماس الزائف.. نصائح تساعدك على الانخراط في العمل

4.أتمم مهامك ومرّرها

عندما تقرر ترك منصبك والاستقالة منه، كن حريصًا على إتمام مهامك الموكلة إليك، ولا تترك المنصب وأعمالك ما زالت غير منجزة، لأن ذلك سينعكس على سمعتك بالسّلب، وسيكوّن صورة سيئة عنك.

فعندما يستلم غيرك هذا المنصب سيكون لديه ضغط وفوضى في التسيير وسينعكس عليه ذلك سلبًا، وهذه ليست من الأخلاق المهنية والاحترافية في العمل، بل قم بإنجاز كامل الأعمال الموكلة إليك (هناك من يستمر أشهرًا في عملية تصريف الأعمال قبل الاستقالة)، حتى تتيح لمن سيخلف مكانك مباشرة أعماله بشكل مناسب، كما أنك ستترك انطباعًا جيدًا لصورتك كموظف بارع يتحلى بالأخلاق المهنية.

5. احفظ أسرار المؤسسة

عندما تقدم استقالتك، وتتم المصادقة عليها، ستصبح رسميًّا خارجها، والشيء الذي سيبقى يربطك بها هو مجموعة الأسرار المهنية، التي قد تكون خطيرة، خاصة إذا كان منصبك حساسًا، لذلك كن حريصًا على حفظ كل أسرار الشركة وعدم إفشائها.

فليس من المهنية أن تفشي أسرار شركة أو تنظيم كنت جزءًا منه ذات يوم، وحتى لو كانت علاقتك بهذا التّنظيم سيّئة، فذلك لا يجعلك تفشي سرّه.

فمن الأخلاق الكريمة والاحترافية المهنية أن تحفظ الأسرار المهنية بعد تقديم استقالتك، والقيام بالعكس سيجعل مصداقيتك ضعيفة، كما أنه سيؤثّر سلبًا على إيجادك لمنصب عمل خاصة إذا اتّضح أنك قد قمت بتسريب أسرار مهنية، لذلك احرص على هذه النّقطة جيدًا عند استقالتك.

6.نظّف مكتبك وانقل أغراضك

من الضّروري أن تقوم بتنظيف مكتبك جيدًا، وتنقل أغراضك من المكتب بعد الموافقة على طلب استقالتك من مجلس الإدارة، أو من الجهة التي تعمل لصالحها.

فمن غير المعقول أن تترك المكتب في وضع غير جيد، لذلك وجب عليك مسح أثاث المكتب من الغبار، وترتيب الأغراض في أماكنها المخصصة، وتفريغ سلة المهملات، ومسح سجل البحث والعمل على الحاسوب، وقد يمتد الأمر في بعض الإدارات لمسح القرص الصلب في حالة كان المنصب حساسًا.

كما أنه يجب على المستقيل أن يسلّم مفاتيح المكتب للمدير كآخر إجراء يقوم به عند الخروج من المؤسسة، وهذه تصرفات ضرورية وواجبة قد يهملها البعض عند المغادرة، فيتركون المكتب في حالة فوضى يتطلّب إعادة ترتيبها الكثير من الوقت.

كما أن ترك الأغراض  الشخصية في المكتب قد يجعل المستقيل يعود للمؤسسة بين الفينة والأخرى، ما قد يوقعه في إحراج، لذلك رتب مكتبك وانقل أغراضك عند مغادرتك.

اقرأ أيضًا: كيف تكتشف ما لا يُقال؟ دليل القائد لقراءة التغذية الراجعة غير المباشرة

7.ودع الزُّملاء باحترام

يجب على المستقيل من باب اللّباقة والاحترام توديع الزملاء في العمل عند مغادرة الشركة، حتى إن كانت الاستقالة منطلقة من مشكلة عميقة تستدعي المغادرة وإنهاء المهام.

التنظيم يعد مجتمعًا له مقوِّماته وخصائصه، ولا يمكن أن يسير التنظيم دون اتصال رسمي وغير رسمي، الأمر الذي يشكّل العلاقات الداخلية للمنظمات، وكونك موظفا بأي تنظيم فأنت عبارة عن حلقة من سلسلة المهام.

لذلك ستكون لك علاقات مع الكثير من الأشخاص داخل المؤسسة، وهذه الارتباطات ستحمل في طياتها ذكريات ومصالح لا محالة.

لذلك يعدّ توديع الزملاء والأصدقاء في العمل عند الاستقالة ضروريًا للمحافظة على صورتك التي تتركها عند الجميع الى الأبد.

ويمكنك أن تطلب من المسؤول او المدير عقد اجتماع توديع لا يتجاوز نصف ساعة تتبادل فيه الشكر والعرفان لكل من ساعدك خلال فترة عملك أو أولئك الذين دعموك في فترة ما.

ولا تنسَ أن تحافظ على اتصالك بهم لأنهم جزء من شبكة معارفك التي ستحتاج إليها ذات يوم.