دراسة: 57% من الموظفين يخفون استخدام الذكاء الاصطناعي عن مديريهم

كشفت دراسة عالمية حديثة أجرتها شركة KPMG بالتعاون مع جامعة ملبورن، أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا أساسيًا من بيئة العمل الحديثة، إلا أن الكثير من الموظفين يستخدمونه بشكل غير شفاف، ما قد يضع مؤسساتهم أمام مخاطر جسيمة تتعلق بالدقة والخصوصية والثقة التنظيمية.
وبحسب تقرير Trust, Attitudes, and Use of Artificial Intelligence: A Global Study 2025، الذي شمل استطلاع آراء 48,340 شخصًا من 47 دولة بين نوفمبر 2024 ويناير 2025، اعترف 57% من الموظفين بأنهم يخفون استخدامهم لأدوات الذكاء الاصطناعي عن مديريهم وزملائهم.
وأشار التقرير إلى أن العاملين غالبًا ما يقدمون الأعمال الناتجة عن الذكاء الاصطناعي على أنها جهد شخصي، مما يسلط الضوء على خلل متزايد في أمان واستخدام هذه التكنولوجيا داخل المؤسسات.
اقرأ أيضاً الذكاء الاصطناعي يواجه اختبار الأرباح في الشركات التكنولوجية العملاقة
الضغط والتطور السريع يدفعان للاستخدام الخفي
البروفيسورة نيكول جيليسبي، المؤلفة المشاركة في الدراسة، أوضحت أن السبب الرئيس وراء هذا السلوك يعود إلى شعور الموظفين بالضغط لمواكبة زملائهم ومعدلات التطور السريعة.
وأضافت أن غياب الشفافية لا يعود فقط إلى القيود المفروضة من الشركات، بل أيضًا إلى الإغراء الذي يشعر به الموظفون بعد اكتشاف فوائد الذكاء الاصطناعي، حتى لو كان ذلك مخالفًا لسياسات العمل.
وكشف التقرير أن استخدام الذكاء الاصطناعي دون تدريب كافٍ يشكل خطرًا كبيرًا، حيث أقر:
%66 من الموظفين باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي دون التحقق من صحة النتائج.
%48 قاموا بتحميل بيانات الشركة إلى أدوات ذكاء اصطناعي عامة.
%56 ارتكبوا أخطاء في العمل بسبب الاعتماد المفرط على هذه التقنيات.
وحذرت سام جلويد، قائدة التحول الموثوق للذكاء الاصطناعي في KPMG، من أن هذا الاستخدام غير المنظم يعرض المؤسسات لمخاطر كبيرة تتعلق بالأخطاء وتسرب البيانات وفقدان ثقة أصحاب المصلحة.
غياب التدريب يعمّق الفجوة
أظهرت نتائج الدراسة كذلك، أن الوعي بالذكاء الاصطناعي لا يزال ضعيفًا في أماكن العمل، حيث قال نصف المشاركين إنهم لا يفهمون كيفية عمل الذكاء الاصطناعي أو كيفية استخدامه بفعالية، فيما أشار 40% فقط إلى أنهم حصلوا على تدريب أو تعليم ذي صلة بمجال الذكاء الاصطناعي.
وأكدت جيليسبي أن بناء الثقة يتطلب أكثر من مجرد تدريب أساسي، بل يشمل إنشاء بيئات داعمة تسمح بالتجربة، ومشاركة المعرفة، وتقبل الأخطاء بطريقة تقلل المخاطر.
اقرأ أيضاً أحد الآباء المؤسسين للذكاء الاصطناعي يحذر من مخاطره على البشرية!
فيما سجلت الدراسة اختلافات ملحوظة بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة، حيث أظهرت النتائج أن الثقة في الذكاء الاصطناعي أعلى في دول مثل الهند ونيجيريا والسعودية بنسبة 82%، مقارنة بـ65% فقط في دول أخرى، وعزت ذلك إلى ارتفاع معدلات الوعي والتدريب في هذه الدول، مما يؤكد أهمية التعليم كعامل رئيس في تبني الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وفعال.
وتؤكد هذه الدراسة أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في مكان العمل يعتمد على تعزيز الشفافية، وتوفير التدريب المتخصص، وترسيخ ثقافة الثقة داخل المؤسسات، بما يضمن الاستخدام الآمن لهذه التكنولوجيا الثورية وتحقيق أقصى استفادة منها، دون تعريض الأعمال لمخاطر غير محسوبة.