تحذير علمي جديد: هاتفك قد يضعف وعيك بالمكان دون أن تشعر!
حذّر خبراء من أن قضاء ساعات طويلة أمام الهواتف الذكية والشاشات قد يعرّض الأشخاص لخطر الإصابة بما يُعرف بـاضطراب الوعي المكاني (Spatial Awareness Processing Disorder – SAPD)، وهو مصطلح حديث يصف تراجع قدرة الدماغ على إدراك المسافات والمحيط المكاني نتيجة الاعتماد المفرط على الهواتف، بحسب موقع Men's Health.
تأثير الاعتماد المفرط على الهواتف
ووفقًا للدكتورة مينال أغاروال، أخصائية البصريات ومقدمة بودكاست Uncover Your Eyes، فإن هذا الاضطراب لا يُعد تشخيصًا طبيًا رسميًا، بل هو نمط ملحوظ لدى عدد متزايد من المرضى، يتمثل في ضعف تقدير المسافات، كثرة الاصطدام بالأشياء، الاعتماد الزائد على أنظمة الملاحة، وصعوبة التنقل حتى في الأماكن المألوفة.
وأوضحت أغاروال أن السبب الرئيسي يعود إلى قلة الحركة والتركيز المستمر على الهواتف، التي تحصر النظر في مساحة قريبة ومسطّحة، ما يقلل من استخدام الرؤية المحيطية المسؤولة عن إدراك العمق والحركة. وأشارت إلى أن الدماغ، مع مرور الوقت، يتوقف عن تدريب المهارات البصرية المرتبطة بالتعامل مع الفراغ المحيط.
وبيّنت أن هذه الظاهرة ظهرت لدى فئات عمرية مختلفة، حيث لوحظت صعوبات لدى الأطفال في ممارسة الأنشطة الرياضية، ومشكلات لدى المراهقين في تقدير المسافات أثناء القيادة، إضافة إلى تراجع مهارات الإدراك المكاني لدى البالغين.
من جانبه، وصف الدكتور أندرو لي، اختصاصي طب الأعصاب ، الفكرة بأنها “محتملة من الناحية البيولوجية لكنها غير مثبتة علميًا بعد”، مؤكدًا أن العلاقة بين استخدام الهواتف وضعف الوعي المكاني لا تزال بحاجة إلى دراسات موسّعة، مع احتمال وجود عوامل أخرى مؤثرة مثل قلة النشاط الخارجي.
وفي السياق ذاته، أشار الأطباء إلى أن الإفراط في استخدام الهواتف يرتبط أيضًا بمشكلات صحية أخرى، مثل إجهاد العين، الصداع، اضطرابات النوم، وزيادة احتمالات قصر النظر، إضافة إلى تأثيرات سلبية على التواصل الاجتماعي.
وينصح الخبراء للحد من هذه التأثيرات بأخذ فواصل منتظمة من الهواتف، قضاء وقت أطول في الهواء الطلق، تنشيط الرؤية المحيطية عبر الحركة والنظر إلى مسافات بعيدة، وتقليل استخدام الهواتف قبل النوم، بما يسهم في دعم صحة العين والدماغ.
