تحذير: فطر كانديدا أوريس يهدد العالم بعدوى قاتلة مقاومة للأدوية
حذّر علماء من تصاعد خطر فطر كانديدا أوريس القاتل والمقاوم للأدوية، مؤكدين أن عبئه الصحي العالمي يشهد ارتفاعًا مستمرًا منذ اكتشافه الأول عام 2009، وفق مراجعة علمية حديثة نُشرت هذا الشهر.
المراجعة العلمية أجراها باحثون من قسم علم الأحياء الدقيقة في معهد فالابهبهاي باتيل لأمراض الصدر، جامعة دلهي بنيودلهي في الهند والمعاهد الوطنية للصحة في ماريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية.
تصاعد خطر فطر كانديدا أوريس عالميًا
راجع باحثون الأدبيات العلمية الخاصة بفطر كانديدا أوريس، الذي لم يُكتشف إلا قبل نحو 16 عامًا، ولاحظوا تسجيل تفشيات متزايدة له في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. ويكمن الخطر في أن العدوى غالبًا ما تُشخَّص خطأً على أنها جراثيم أخرى، إضافة إلى صعوبة علاجها بالأدوية المتوافرة حاليًا.
وأوضح الباحثون أن هذه المعطيات تبرز الحاجة الملحّة إلى تطوير مضادات فطرية جديدة واسعة الطيف، وتحسين أدوات التشخيص، إلى جانب اعتماد علاجات داعمة قائمة على المناعة واللقاحات، خاصة للمرضى الأكثر عرضة للخطر.
تشير دراسات حديثة إلى أن العدوى الفطرية باتت تهديدًا متناميًا للبشرية، إذ يُقدَّر أن الفطريات تسهم في وفاة نحو 4 ملايين شخص سنويًا، وهو ما يقارب ضعف التقديرات قبل عقد من الزمن.
ويُعد فطر كانديدا أوريس من أخطر هذه الفطريات، بعدما اكتُشف لأول مرة داخل أذن مريض في اليابان عام 2009.
ويمكن للفطر الاستيطان على جلد الإنسان دون أعراض، إلا أنه قد يتسبب في التهابات شديدة ومهددة للحياة، خصوصًا لدى أصحاب المناعة الضعيفة. وتُظهر البيانات أن نحو ثلث المرضى المصابين به داخل المستشفيات يفقدون حياتهم، فيما قد تصل نسبة الوفيات في حالات عدوى مجرى الدم إلى قرابة 50%.
ويتميّز فطر كانديدا أوريس بقدرته العالية على مقاومة العديد من مضادات الفطريات الشائعة، مع تسجيل حالات نادرة لسلالات مقاومة لجميع الفئات الدوائية الرئيسية، إضافة إلى أن الفحوصات التقليدية كثيرًا ما تُخطئ في تشخيصه، ما يؤدي إلى تأخير العلاج أو عدم فعاليته.
أماكن وجود فطر كانديدا أوريس
وبحسب الباحثين، جرى توثيق فطر كانديدا أوريس في أكثر من 50 دولة حول العالم. وفي الولايات المتحدة، سُجّلت إصابات في 39 ولاية على الأقل، مع تجاوز عدد الحالات 4,500 إصابة خلال عام 2023.
ويرجّح العلماء أن يكون الفطر من أوائل الأمراض الناشئة المرتبطة مباشرة بتغير المناخ، إذ تشير الأدلة إلى أنه اكتسب قدرته على إصابة البشر بعد تكيفه مع درجات حرارة أعلى، مشابهة لحرارة جسم الإنسان.
ورغم هذه الصورة القاتمة، يؤكد الباحثون وجود بوادر أمل، مع تطوير أدوية جديدة مضادة للفطريات، أبرزها عقار «ريزافونجين» الذي أقرّته إدارة الغذاء والدواء الأميركية عام 2023، إضافة إلى تقدم ملحوظ في أبحاث اللقاحات التي قد توفر حماية واسعة ضد مسببات الأمراض الفطرية.
