لماذا تزداد ظاهرة العزوبية؟ دراسة نفسية تكشف الأسباب
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Evolutionary Psychology أن أحد أهم العوامل التي تدفع الناس نحو العزوبية الحديثة هو الصعوبة في الحفاظ على العلاقات العاطفية طويلة الأمد.
وتشير النتائج إلى أن هذه الصعوبات قد تفسر الزيادة الواضحة في عدد الأفراد الذين يعيشون دون شركاء في العصر الحديث.
الدراسة التي أجراها الباحث مينيلوس أبستولو وزملاؤه حلّلت السلوكيات العاطفية لـ 1,099 شخصاً من البالغين في اليونان وقبرص، تتراوح أعمارهم في أوائل الثلاثينيات، وشملت متزوجين، وعازبين.
ووجدت أن الأشخاص الذين أبلغوا عن مشكلات أكبر في التواصل أو إدارة الخلافات مع شركائهم كانوا أكثر عرضة للبقاء دون علاقة.
الفرق بين الرجال والنساء في العزوبية
اعتمد الباحثون على استبيان مكوّن من 78 سؤالاً لتحديد درجة مواجهة المشكلات في العلاقات مثل تجاهل احتياجات الطرف الآخر، أو سوء التواصل، أو الخلافات المتكررة.
وبعد تحليل البيانات، ظهر أن العلاقة بين صعوبة الحفاظ على العلاقة واحتمال العزوبية تختلف بين الرجال والنساء.
بالنسبة للنساء، ارتبطت الصعوبات المتوسطة بزيادة واضحة في فرص العزوبية، لكن التأثير استقر عند مستويات الصعوبة القصوى. أما الرجال، فكانت العلاقة خطية تماماً: فكلما زادت المشكلات في الحفاظ على العلاقة، ارتفع احتمال بقائهم عازبين سواء اختياراً أو بعد انتهاء علاقة سابقة.
أسباب اجتماعية وثقافية وراء انتشار العزوبية الحديثة
يعتقد الباحثون أن جزءاً من هذه الظاهرة يعود إلى التغييرات الاجتماعية الحديثة مقارنة بالماضي، إذ أصبحت العلاقات الآن أكثر حرية وأقل خضوعًا للضغوط العائلية أو المجتمعية. كما أن استقلالية الأفراد ومصادر الدعم البديلة قللت الحاجة إلى البقاء في علاقة غير مرضية.
وتشير الدراسة إلى أن المهارات المطلوبة لإنجاح العلاقات الحديثة مثل إدارة الخلافات أو الذكاء العاطفي لم تكن ضرورية بنفس القدر في الأزمنة السابقة، مما يجعل بعض الأفراد اليوم أقل قدرة على التكيف مع متطلبات الشراكات طويلة الأمد.
خلصت نتائج البحث إلى أن صعوبة الحفاظ على العلاقة لا تقل أهمية عن صعوبة إيجاد شريك في تفسير ظاهرة العزوبية الحديثة، مؤكدة ضرورة فهمها كخيار ناتج عن تفاعل معقد بين العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية.
وتقترح الدراسة إجراء أبحاث مستقبلية لقياس الفروق الثقافية في أنماط العلاقات، ومعرفة ما إذا كانت العوامل نفسها تفسر ارتفاع نسب العزوبية في مجتمعات أخرى خارج السياق الأوروبي.
