أبحاث دماغية واعدة تبشر باختراق لعلاج ألزهايمر قريبًا
أعلن باحثون بريطانيون عن تفاؤل غير مسبوق، بإمكانية تطوير علاج ألزهايمر فعّال خلال السنوات الخمس المقبلة، مؤكدين أن التقدم العلمي السريع في أبحاث الدماغ يفتح الباب أمام تغيير جذري في طريقة التعامل مع أكثر أنواع الخرف انتشارًا حول العالم.
وتحدّث العلماء خلال برنامج Today على إذاعة "بي بي سي"، الذي استضافه السير جيمس دايسون، حيث أكدوا أن ألزهايمر لم يعد يُنظر إليه كأمر حتمي مرتبط بتقدم السن، بل كمرض يمكن منعه أو علاجه أو حتى الشفاء منه مستقبلاً.
وقالت الدكتورة كلير دورانـت من جامعة إدنبرة، أن هناك "تفاؤلًا حقيقيًا" في الأوساط العلمية، مؤكدة أن المرض يمكن التعامل معه مثل أي مرض آخر قابل للعلاج.
وأضافت: "الخبرة العلمية أثبتت أن الأمراض يمكن شفاؤها إذا توفرت الوسائل الصحيحة، وأنا أرى في أبحاث ألزهايمر اليوم ما لم نره من أمل منذ سنوات طويلة".
تفاصيل علاج ألزهايمر الجديد
وفي تقرير خاص لقناة "بي بي سي"، كشف مراسل الشؤون الصحية والعلمية، جيمس غالاغر، عن زيارة لمستشفى إدنبرة رويال إنفيرماري، حيث يعمل الأطباء على جمع عينات دقيقة من أنسجة دماغية سليمة تُزال خلال العمليات الجراحية الخاصة باستئصال الأورام.
وتُنقل هذه العينات فورًا إلى مختبر جامعة إدنبرة تحت إشراف الدكتور دورانـت، لاستخدامها في دراسة كيفية تضرر الخلايا العصبية بفعل البروتينات السامة المسببة للمرض مثل "أميلويد" و"تاو"، في محاولة لاكتشاف طرق لمنع هذا التلف العصبي أو عكسه تمامًا.
وأكدت دورانـت أن العمل بهذه العينات يمثل خطوة حاسمة، ووصفتها بأنها "هدية ثمينة من المرضى"، مشيرة إلى أن هذه الأبحاث ستساعد العلماء في فهم المرض بصورة غير مسبوقة، وربما تطوير علاج يمنع تطوره.
بدورها، قالت البروفسورة تارا سبايرز-جونز، مديرة مركز علوم الدماغ في جامعة إدنبرة، إن التطور الحالي في الأبحاث يبعث على التفاؤل، خصوصًا بعد ظهور العقارين الجديدين "Lecanemab" و"Donanemab"، اللذين أظهرا فعالية في إبطاء تقدم المرض بدلًا من التخفيف من أعراضه فقط.
وأضافت أن تلك النتائج حفّزت استثمارات جديدة في مجال أبحاث ألزهايمر، وفتحت الباب أمام شركات صناعة الأدوية للمشاركة بفعالية في تطوير علاجات أكثر تقدمًا، مشيرة إلى أن "المرحلة المقبلة ستشهد علاجات تجمع بين أكثر من نهج بهدف الحد من تطور الخرف وحتى الوقاية منه".
وفي السياق نفسه، قالت البروفسورة فيونا كاراجر، مديرة الأبحاث في جمعية ألزهايمر البريطانية، إن العالم يعيش لحظة فارقة في تاريخ البحث العلمي حول الخرف.
وأوضحت أن "الجهود المستمرة منذ عقود بدأت تؤتي ثمارها أخيرًا، مع تطوير علاجات قادرة ليس فقط على تخفيف الأعراض بل على إبطاء تقدم المرض وربما القضاء عليه مستقبلاً".
وأضافت: "لطالما شعر الناس بأن الأمل بعيد، لكننا اليوم على أعتاب اختراقات علمية هائلة قد تغيّر حياة ملايين الأسر حول العالم".
وبحسب العلماء، تمثل السنوات الخمس إلى العشر المقبلة مرحلة حاسمة لتحديد إمكانية تحقيق علاج ألزهايمر بشكل كامل، إلا أن التفاؤل يسود الأوساط الطبية بأننا نقترب بالفعل من هذا الهدف الذي طال انتظاره.
