لماذا يكرر بعض الأشخاص اتخاذ قرارات غير صحيحة؟
أظهرت دراسة علمية حديثة أن بعض الأشخاص يميلون إلى اتخاذ قرارات خاطئة بشكل متكرر، وذلك بسبب حساسيتهم المفرطة للإشارات البصرية والسمعية المحيطة بهم. وعندما ترتبط هذه الإشارات بنتائج معينة، فإنها تصبح دليلاً يوجه سلوكهم، لكن في حالات مثل الإدمان، والقلق، والاضطرابات القهرية.
قد تؤدي هذه العلاقة إلى تفضيل أو تجنب الإشارات بشكل متحيز، مما يدفعهم إلى اتخاذ قرارات غير ملائمة بمرور الوقت.
وذكر الباحثون من جامعة بولونيا أن هؤلاء الأفراد يعانون من ضعف القدرة على تحديث معتقداتهم الشخصية عند تغير هذه الإشارات، خاصة عندما تشير إلى نتائج أكثر خطورة أو تعود على المخاطر، مما يؤدي إلى استمرارهم في اتخاذ قرارات غير مناسبة أو ضارة مع مرور الوقت.
عوامل تؤثر على اتخاذ القرار
وتوضح نتائج الدراسة المنشورة في مجلة JNeurosci، أن الحساسية المفرطة لهذه الإشارات تقلل من قدرة الأشخاص على إعادة تقييم مواقفهم بشكل موضوعي، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة لتكرار أخطائهم حتى وإن أصبحت نتائج سلوكهم سلبية أو ضارة.
ويشير الباحثون إلى أن انتشار هذه الظاهرة بشكل خاص يصبح أكثر وضوحاً في الحالات المرضية ، اضطرابات القلب، الاضطرابات القهرية، والقلق، حيث أن هؤلاء الأشخاص يرتبطون ارتباطاً عميقاً بالإشارات الموجودة حولهم، ويجدون صعوبة في التخلي عن أنماط استجابتهم السابقة؛ لأنهم يربطونها بنتائج قد تكون إيجابية أو سلبية، ويصعب عليهم تعديل ذلك.
ويؤكد الباحثون أن هؤلاء الأشخاص يملكون حساسية عالية تجاه التحفيزات البصرية والسمعية، ولكن ضعف قدرتهم على تحديث معتقداتهم واستجاباتهم يجعلهم يستمرون في أنماط سلوك غير صحية تؤدي في النهاية إلى تدهور حالتهم الصحية والنفسية.
ومن هنا، يخطط الفريق لمواصلة البحث لدراسة مدى تأثير هذه الظاهرة على مجموعات مرضية مختلفة، خاصة تلك التي تتسم بالاعتمادية المفرطة على الإشارات الخارجية، ولا سيما أن فهم آلية تلك الارتباطات يمكن أن يساهم في تطوير أساليب علاجية ووقائية تساعد على تعديل استجابات هؤلاء الأشخاص، وتقليل تكرار قراراتهم الخاطئة.
كما يعول الباحثون على أن نتائج دراستهم ستساعد في وضع استراتيجيات لتحسين القرارات في سياقات مختلفة، تتعلق بالصحة النفسية والاعتمادية على الإشارات، وتقديم نماذج علاجية تتلاءم مع حالات الإدمان والقلق، من أجل الحدّ من تكرار الأضرار الناتجة عن سلوكيات غير واعية.
