هل الرياضة تقلل من العدوانية؟.. دراسة جديدة تكشف السر
كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة علم نفس الرياضة والتمارين، أن الانخراط طويل الأمد في الرياضات التنافسية لا يزيد العدوانية كما يُعتقد غالبًا، بل قد يقللها ويعزز الترابط الوظيفي للدماغ، وتأتي هذه النتائج لتناقض الصورة النمطية التي تربط الرياضات الاحتكاكية مثل كرة القدم والرجبي بسلوك عنيف خارج الملعب.
علاقة الرياضة بالحد من العداونية
واستندت الدراسة إلى تقييم سلوكي وتصوير عصبي متقدم، شمل 190 مشاركًا من مجتمع جامعي صيني، بينهم 84 رياضيًا محترفًا و106 غير رياضيين.
و استخدم الباحثون استبيان بوس-بيري للعدوانية لقياس مستويات العدوان الكلي وأنواعه الفرعية، مثل العدوان الجسدي، والغضب، والعداء، والعدوان الموجه نحو الذات.
وأظهرت النتائج أن الرياضيين سجلوا درجات أقل بكثير مقارنةً بالمجموعة الضابطة، باستثناء العدوان اللفظي، مما يشير إلى أن التدريب التنافسي يعزز ضبط النفس والانضباط العاطفي.
بعد التقييم السلوكي، خضع المشاركون لتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) في حالة الراحة، بهدف دراسة أنماط الاتصال العصبي.
وأظهرت النتائج شبكة دماغية محسّنة لدى الرياضيين تضمنت 105 وصلات تربط 70 منطقة دماغية، مع تعزيز التكامل بين شبكة الإشارات البارزة والشبكات الحسية الحركية، ما يشير إلى قدرة أفضل على دمج المعلومات الحسية مع التحكم الحركي والانتباه.
كما استخدم الباحثون نماذج تنبؤية قائمة على الاتصال العصبي لتوقع مستويات العدوانية الفردية، وبيّنت النتائج أن انخفاض العدوانية مرتبط باتصالات قوية بين قشرة الفص الجبهي والمناطق تحت القشرية، ما يدل على أن الرياضيين يملكون آليات تحكم من أعلى إلى أسفل لكبح الدوافع الاندفاعية.
وخلص الأستاذ المشارك مينغكاي لوان، من جامعة شنغهاي للرياضة، إلى أن: "المشاركة طويلة الأمد في الرياضات التنافسية تساعد الأفراد على تنظيم مشاعرهم والانضباط الذاتي، مما يدعم السلوك الإيجابي خارج الملعب ويحد من العدوانية".
وأكد الباحثون أن الدراسة محدودة بتصميمها المقطعي وعينة الرياضيين الجامعيين، ويخطط الفريق لإجراء أبحاث مستقبلية تشمل رياضيين من خلفيات متنوعة ورياضات مختلفة لتعميم النتائج وفهم الآليات السببية بشكل أفضل.
