تقنية ثورية تسمح للروبوتات والطائرات المسيرة بالتنسيق دون إشارات
في خطوة قد تغيّر مستقبل الروبوتات والطائرات المسيرة، كشف فريق من الباحثين في جامعة فرجينيا تك، عن استخدام مبادئ الفيزياء الكمومية، مثل التشابك والتراكب، لتطوير أجهزة وأنظمة تتفوق في الاتصال والحوسبة والأمان، لتتيح للآلات التنسيق وتبادل المعلومات حتى في غياب أي اتصال تقليدي.
وتعتمد الفكرة على التشابك الكمي، إحدى الظواهر الغريبة في الفيزياء الحديثة، حيث يرتبط جسيمان كموميان بطريقة تجعل أي تغيير في أحدهما ينعكس فورًا على الآخر، بغض النظر عن المسافة الفاصلة بينهما.
ووفقًا لتقرير نشره موقع "Interesting Engineering"، فإن الإطار الجديد، الذي أطلق عليه الباحثون اسم eQMARL (التعلم المعزز متعدد الوكلاء بالتشابك الكمي)، يمكّن مجموعات من وكلاء الذكاء، مثل أسراب الطائرات المسيرة أو فرق الروبوتات، من الاستمرار في العمل والتعلم الجماعي حتى عند انقطاع الإشارات اللاسلكية أو وقوع تشويش في الشبكة.
وفي هذا الصدد، شرح ألكسندر ديريو، أحد مؤلفي الدراسة، أن "كل وكيل ذكي يحصل على كيوبتات متشابكة مع زملائه، وعندما يتفاعل أي وكيل مع البيئة، فإن تغييره للكيوبت ينعكس فوريًا على الكيوبتات لدى الوكلاء الآخرين، ما يمنحهم معلومات عن الحالة الجماعية دون إرسال أي بيانات تقليدية".
وأظهرت الاختبارات الأولية أن eQMARL يتفوق على أساليب الذكاء الاصطناعي التقليدية، في البيئات التي يكون فيها الاتصال محدودًا أو غير موثوق، مما يعزز القدرة على التنسيق الجماعي بشكل آمن وفعال.
وتفتح هذه التقنية أفاقًا واسعة للتطبيقات المستقبلية، مثل تنسيق أسراب الطائرات المسيرة لمكافحة الحرائق، أو استخدام روبوتات للبحث عن ناجين تحت الأنقاض، وحتى تطوير أنظمة اتصالات فائقة الأمان لا تعتمد على الإنترنت، ما يقلل من مخاطر الاختراق أو المراقبة.
رغم هذه الإمكانيات الواعدة، يشير الباحثون إلى أن هناك تحديات كبيرة قبل أن تصبح التطبيقات العملية ممكنة، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على تشابك كمي مستقر على نطاق واسع، كما أن الأجهزة الكمية الحالية لا تزال غير جاهزة للاستخدام الميداني، ويتوقع ديريو أن تحتاج التطبيقات الواقعية مثل طائرات الإنقاذ المعتمدة على هذا النظام إلى نحو 10–15 عامًا لتصبح قابلة للتنفيذ.
وحتى ذلك الحين، يركز الفريق على تطوير الأسس الرياضية للنظام، وتجربة السيناريوهات الأكثر تعقيدًا، مع انتظار تطورات تقنيات الحوسبة الكمية التي قد تجعل هذا الحلم العلمي قريبًا من الواقع.
تُعد هذه الخطوة بمثابة ثورة محتملة في مجال الذكاء الاصطناعي والاتصالات، وتضع الأسس لمستقبل يمكن فيه للآلات التنسيق والعمل الجماعي حتى في أقسى ظروف انقطاع الاتصال.
