تصريحات إيلون ماسك الجديدة تشعل التكهنات حول مهمة المريخ القادمة
أعاد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس»، فتح ملف الاستيطان بين الكواكب، بتصريح جديد أثار تفاعلًا واسعًا حول مستقبل كوكب المريخ، مؤكدًا أن «المريخ سيكون أخضر ومليئًا بالحياة يومًا ما»، في إشارة واضحة إلى رؤيته طويلة الأمد لتحويل الكوكب الأحمر إلى موطن جديد للبشرية.
وجاء تصريح ماسك عبر منشور على منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، ليعزز قناعته الراسخة بأن جعل البشر «متعددي الكواكب» لم يعد خيارًا ترفيهيًا، بل ضرورة لضمان بقاء الحضارة الإنسانية على المدى البعيد. ويؤكد ماسك منذ سنوات أن الأرض وحدها لا تكفي لحماية مستقبل الإنسان، في ظل المخاطر البيئية والكونية المحتملة.
ماسك يتحدث عن ملامح المستقبل الفضائي
ويرى مؤسس «سبيس إكس» أن المريخ يمثل الخطوة التالية في مسيرة التوسع البشري، متوقعًا إنشاء مدن مكتفية ذاتيًا على سطحه خلال العقود المقبلة. ووفق رؤيته، قد يعيش ملايين البشر على المريخ بحلول منتصف القرن الحالي، رغم إقراره بأن الجدول الزمني الدقيق لوصول الحياة البشرية المستدامة إلى هناك لا يزال غير محسوم.
وتأتي تصريحات إيلون ماسك الأخيرة في سياق سلسلة من التوقعات الجريئة التي أطلقها خلال السنوات الماضية حول «مهمة المريخ»، والتي تقودها شركته «سبيس إكس» عبر تطوير صاروخ «ستارشيب»، المصمم لحمل أطقم بشرية وحمولات ضخمة إلى الفضاء العميق. وقد أجرت الشركة بالفعل عدة اختبارات مدارية للصاروخ، ضمن خطة تهدف إلى تحسين قدراته على إعادة الاستخدام والاستعداد للرحلات طويلة المدى.
رؤية إيلون ماسك حول الهجرة الكونية
وسبق لماسك أن لمح إلى إمكانية تنفيذ أول مهمة مأهولة إلى المريخ خلال ثلاثينيات القرن الحالي، إلا أنه عاد في أغسطس الماضي ليقدم تحديثًا أكثر تحفظًا حول الجدول الزمني. وأوضح أن هناك «فرصة ضئيلة» لتنفيذ رحلة مأهولة بصاروخ «ستارشيب» إلى المريخ بحلول نهاية عام 2026، مشيرًا إلى أن تحقيق ذلك يتطلب نجاح عدد كبير من العوامل التقنية واللوجستية.
وأضاف ماسك أن السيناريو الأكثر واقعية يتمثل في إطلاق أول مهمة غير مأهولة إلى المريخ بعد نحو ثلاث سنوات ونصف، على أن تتبعها رحلة مأهولة بعد حوالي خمس سنوات ونصف. كما توقع أن تتحول مدينة على المريخ إلى مستوطنة مكتفية ذاتيًا خلال فترة تتراوح بين 20 و30 عامًا.
ورغم هذا الطموح الكبير، يحذر خبراء الفضاء من أن الطريق إلى المريخ لا يزال محفوفًا بتحديات معقدة، تشمل الجوانب التقنية والتمويلية، إضافة إلى مخاطر السلامة المرتبطة بالإشعاع والبيئة القاسية للكوكب الأحمر. ومع ذلك، تواصل تصريحات ماسك إشعال خيال المهتمين بعلوم الفضاء، وتعزز الترقب لما تحمله خريطة «سبيس إكس» المستقبلية نحو تحقيق حلم «المريخ الأخضر».
