مأساة تهز قرية إندونيسية بسبب تمساح (فيديو)
شهدت منطقة إنغوي في مقاطعة شمال مالوكو الإندونيسية حادثًا مأساويًا حين لقي طفل يبلغ من العمر 10 سنوات يدعى عفّان (Affan) مصرعه إثر تعرضه لهجوم مفاجئ من تمساح ضخم أثناء السباحة مع أصدقائه في نهر المنطقة.
وبحسب شهود العيان، كان الطفل يسبح برفقة اثنين من أصدقائه بعد ظهر الثلاثاء الماضي حين انقض التمساح عليه فجأة وعضّ جسده بعنف، قبل أن يجره إلى عمق المياه وسط صرخات استغاثة لم تفلح في إنقاذه.
وقد تمكن صديقاه من الفرار من النهر وإبلاغ سكان القرية الذين هرعوا لموقع الحادث، إلا أن الطفل كان قد لفظ أنفاسه تحت الماء قبل وصولهم.
تمساح يلتهم طفلًا في إندونيسيا
ووثّقت مقاطع فيديو محلية مشهدًا صادمًا للتمساح وهو يطفو على سطح المياه وجثة الطفل في فكه قبل أن يختفي مجددًا في أعماق النهر.
وعلى الفور، أُطلقت عملية بحث مكثفة بمشاركة فرق من الشرطة والمتطوعين المحليين، استخدموا القوارب المطاطية ومراكب الصيد وقوارب السكان للبحث في ضفاف النهر والساحل الممتد نحو البحر.
وفي الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، تمكنت فرق الإنقاذ من رصد التمساح مجددًا بالقرب من رصيف إحدى القرى، حيث تجمّع السكان بذهول لمتابعة المشهد، فيما عملت فرق الإنقاذ بحذر لدفع الحيوان بعيدًا عن المنطقة خشية وقوع هجمات إضافية.
وبعد انسحاب الحيوان، عُثر على جثة الطفل تطفو على مقربة من الرصيف، وتم انتشالها وإعادتها إلى أسرته المفجوعة.
وأكدت الشرطة المحلية أن نهر إنغوي يُعد من المناطق المعروفة بوجود التماسيح فيها، حيث أشار قائد شرطة جنوب هالماهيرا، هيندرا غوناوان، إلى أن مشاهدتها متكررة في تلك المنطقة، محذّرًا السكان من الاقتراب من ضفاف الأنهار أو السباحة فيها.
هجمات التماسيح في إندونيسيا
وتُعد إندونيسيا موطنًا لأكثر من 14 نوعًا من التماسيح، بينها التمساح الاستوائي كبير الحجم المعروف بعدوانيته، وقد سجلت البلاد ارتفاعًا مطردًا في حوادث الاعتداء على البشر خلال السنوات الأخيرة، نتيجة تقلص المواطن الطبيعية لهذه الحيوانات بسبب النشاط البشري، كالتوسع الزراعي والتعدين والصيد الجائر الذي يقلل من مصادر غذائها الطبيعية.
ويؤكد خبراء الحياة البرية أن الأنشطة البشرية قرب الأنهار تزيد من فرص الاحتكاك بين الإنسان وهذه الحيوانات المفترسة، لاسيما في المناطق الريفية التي يعتمد سكانها على الأنهار للغسل والسباحة وصيد الأسماك.
وتشير السلطات الإندونيسية إلى أن هذا الحادث يأتي بعد سلسلة من الهجمات المميتة في مقاطعات عدة، كان آخرها في مايو 2025 عندما توفى صبي في الثالثة عشرة من عمره بمدينة جامبي بعد أن سحبه تمساح إلى داخل النهر أثناء محاولته استعادة كرة سقطت في الماء.
كما شهدت جزيرة سولاويسي حادثًا مروعًا آخر عندما افترس تمساح رجلًا خمسينيًا أثناء استحمامه برفقة أسرته.
