حدث فلكي ساحر.. المشتري والجبار والتوأمان يضيئون سماء المملكة
تشهد سماء المملكة وعدد من الدول العربية مساء اليوم حدثًا فلكيًا رائعًا يمكن رؤيته ومتابعته بسهولة بالعين المجردة، حيث تتناغم مجموعة من ألمع النجوم والكواكب لتشكل لوحة سماوية خلابة فوق الأفق الشرقي، بدءًا من الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي. هذا المشهد الفلكي يقدم فرصة استثنائية لمحبي الفلك والهواة لمتابعة النجوم والكواكب في ترتيب نادر يجمع بين الجمال البصري والفائدة العلمية.
وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن المشهد يتصدره نجم الشعرى اليمانية، المعروف بألمع نجوم السماء ليلًا، والموجود في كوكبة الكلب الأكبر، ويتميز بسطوعه اللافت الذي يجذب الانتباه بسهولة حتى في المدن المزدحمة بالأضواء. وأضاف أبو زاهرة أن نجم الشعرى الشامية، الموجود في كوكبة الكلب الأصغر، يشكل مع الشعرى اليمانية ونجم منكب الجوزاء ما يُعرف بـمثلث الشتاء، وهو تكوين سماوي فريد يُعد من أبرز معالم السماء الشتوية، ويسهل التعرف عليه عبر الفصول الباردة، حيث تتجلى ألوان النجوم ودرجة سطوعها بوضوح.
المشتري يضيء الأفق الشرقي
وبيّن أبو زاهرة أن كوكب المشتري يظهر في هذه الفترة في الجهة الشرقية كـ"نقطة بيضاء" شديدة اللمعان لا تومض، ما يجعله يختلف عن النجوم المنتشرة في السماء، ويُعد ألمع كواكب الليل في الوقت الحالي. وأضاف أن رؤية المشتري ممكنة بسهولة حتى من داخل المدن الكبيرة، حيث لا تؤثر أضواء الشوارع بشكل كبير على وضوحه، ما يوفر لمحبي الرصد تجربة ممتعة وفريدة.
وأشار رئيس الجمعية الفلكية إلى بروز كوكبة الجبار في نفس التوقيت، والتي يمكن التعرف عليها بسهولة من خلال حزامها المكوّن من ثلاثة نجوم مصطفة بشكل واضح. كما تظهر في الأفق كوكبة التوأمان شرقًا، والتي يتميز نجماها كاستور وبولكس بسطوعهما الكبير، ما يجعلهما من أبرز معالم السماء الشتوية. وتضيف هذه الكوكبات لمسة جمالية رائعة للمشهد، كما تمثل فرصة ممتازة للهواة والمحترفين على حد سواء لتحديد مواقع النجوم وتعلم المزيد عن الأبراج السماوية.
ويعتبر هذا الحدث الفلكي فرصة تعليمية وترفيهية للمهتمين بعلم الفلك، حيث يمكن ملاحظة تتابع ظهور الكواكب والنجوم مع مرور الليل، ومتابعة الحركة النسبية لها في السماء، ما يعزز فهم القوانين الفلكية ويزيد من شعور المتابعين بعظمة الكون واتساعه. ويشدد الخبراء على أهمية مراقبة السماء في أوقات محددة للحصول على أفضل رؤية، بعيدًا عن الغيوم والأضواء الاصطناعية التي قد تؤثر على وضوح الرصد.
كما يذكر المهندس أبو زاهرة أن مراقبة مثل هذه الأحداث تمنح هواة الفلك فرصة للتعرف على المواقع السماوية الأساسية، مثل حزام الجبار، وألمع النجوم مثل الشعرى اليمانية والشامية، وكوكب المشتري، وهو ما يساعد على بناء قاعدة معرفية قوية حول الظواهر الفلكية ومواسم ظهورها. ويعد مثلث الشتاء من العلامات الفلكية المميزة التي يوصى بملاحظتها في فصل الشتاء، لما يوفره من فرصة للتعرف على التكوينات النجمية بطريقة مباشرة وبسيطة.
