علماء الفلك: الأرض تمتلك شبه قمر جديد سيبقى حتى عام 2083
أكد علماء الفلك أن الأرض تمتلك الآن "قمرًا ثانيًا"، بعد اكتشاف كويكب صغير يُعرف باسم 2025 PN7، يدور في مدار شبه متزامن مع كوكبنا منذ ما يقرب من 60 عامًا، دون أن يرصده أحد حتى هذا الصيف.
رُصد الكويكب للمرة الأولى في 29 أغسطس 2025 بواسطة مرصد بان-ستارز التابع لجامعة هاواي، والمُقام على قمة بركان هاليكالا.
اقرأ أيضا: ناسا تبتكر طريقة جديدة لبناء منازل على القمر باستخدام تقنيات الزجاج القمري
ووفقًا للفريق البحثي، كان هذا الرصد جزءًا من مسح تلسكوبي روتيني لاكتشاف الأجسام القريبة من الأرض، قبل أن تكشف البيانات المؤرشفة لاحقًا أن الجسم كان مرافقًا للأرض لعقود طويلة.
معلومات عن قمر الأرض الثاني
ويُصنف 2025 PN7 على أنه "شبه قمر"، أي أنه لا يدور حول الأرض مباشرة مثل قمرنا الطبيعي، بل يتحرك حول الشمس في مدار متزامن تقريبًا مع مدار الأرض، ما يجعله يبدو وكأنه "يتبع" كوكبنا. ويقول العلماء إن مداره الحالي سيبقيه رفيقًا للأرض حتى عام 2083 على الأقل، قبل أن ينجرف بعيدًا في الفضاء.
ويُقدّر قطر الكويكب بنحو 19 مترًا، أي بحجم ملعب تنس تقريبًا، ما يجعله أصغر شبه قمر معروف حتى اليوم. كما أنه يدور على بُعد 299 ألف كيلومتر تقريبًا من الأرض، أي أقرب قليلًا من المسافة التي تفصلنا عن القمر الطبيعي (384 ألف كيلومتر).

يقول عالم الفلك الإسباني كارلوس دي لا فوينتي ماركوس من جامعة كومبلوتنسي بمدريد: "هذا الجسم خافت للغاية ولا يمكن رصده بالتلسكوبات الحالية إلا عندما يقترب بما فيه الكفاية من كوكبنا، كما حدث هذا الصيف. فرص رؤيته محدودة جدًا، فهو جسم صعب الملاحظة".
ويُضيف ماركوس أن الكويكب 2025 PN7 لا يخضع لجاذبية الأرض بشكل مباشر، بل يتأرجح بالقرب منها في مسار متزامن، مما يجعله شريكًا مداريًا مؤقتًا.
أشباه أقمار الأرض
حتى الآن، أكّد العلماء وجود ثمانية أشباه أقمار فقط للأرض، أشهرها الكويكب كاموآليوا الذي يُعتقد أنه شظية من القمر القديم. ومع ذلك، يُعد 2025 PN7 أكثرها صِغرًا، وربما أكثرها غموضًا، إذ ظلّ يدور في مدارنا لما يقرب من نصف قرن دون أن تلتقطه أي عدسة.
ويؤكد العلماء أن هذا الاكتشاف الجديد يسلط الضوء على مدى ديناميكية نظامنا المداري، وعلى وجود أجسام صغيرة تتبع الأرض بصمت، تذكّرنا بأن السماء لا تزال تخبّئ الكثير من المفاجآت.
