دراسة: السمنة ترفع احتمال الإصابة بطنين الأذن بين البالغين
أظهرت دراسة طبية جديدة نُشرت في مجلة Cureus أن السمنة تُعد عاملًا مستقلًا يزيد من خطر الإصابة بطنين الأذن، وهو عرض يسبب سماع أصوات غير حقيقية كالرنين أو الطنين داخل الأذن، ويؤثر على جودة الحياة لدى الملايين حول العالم.
وأجرى فريق بحثي بقيادة الطبيب آشر أتشام (Ashir Ahtsham) من مستشفى لاهور العام في باكستان تحليلاً لبيانات 5,452 شخصًا بالغًا من المشاركين في المسح الوطني الأمريكي للصحة والتغذية (NHANES) خلال دورتي 2015–2016 و2017–2018.
الارتباط بين السمنة وطنين الأذن
أظهر التحليل أن 17.2% من المشاركين أبلغوا عن إصابتهم بطنين الأذن، فيما بلغت النسبة 20.3% بين البالغين المصابين بالسمنة مقابل 15% فقط بين غير المصابين. وأوضحت الدراسة أن السمنة كانت مرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بطنين الأذن بنسبة 44% قبل ضبط العوامل الديموغرافية، و41% بعد ضبطها، مما يؤكد أن العلاقة مستقلة عن العوامل المرافقة مثل العمر أو الاكتئاب أو الجنس.
أكد الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية صحة الوزن والتمثيل الغذائي في الوقاية من اضطرابات السمع، موضحين أن زيادة الدهون في الجسم قد تؤثر على تدفق الدم إلى الأذن الداخلية، أو تؤدي إلى التهابات مزمنة تسهم في تطور الأعراض.
وقال الباحثون في تقريرهم: "تشير النتائج إلى الدور المحتمل لصحة الوزن في تقليل خطر طنين الأذن، خاصة مع الارتفاع المستمر في معدلات السمنة عالميًا".
تُضاف هذه النتائج إلى مجموعة من الأبحاث التي تربط السمنة بمشكلات عصبية وحسية أخرى. فقد سبق أن ربطت دراسات سابقة طنين الأذن بتدهور القدرات الإدراكية لدى كبار السن، مما يجعل التعامل مع السمنة خطوة وقائية مزدوجة للحفاظ على السمع والصحة العصبية معًا.
وتبرز أهمية هذا الاكتشاف في ظل انتشار السمنة عالميًا باعتبارها واحدة من أبرز تحديات الصحة العامة، بما في ذلك تأثيرها على أعضاء غير متوقعة مثل الأذن والجهاز العصبي الحسي.
وتؤكد هذه النتائج الحاجة إلى توعية المجتمع بالعلاقة بين الوزن الزائد وصحة الأذن، باعتبار أن فقدان الوزن لا يسهم فقط في تقليل مخاطر الأمراض المزمنة، بل قد يساعد أيضًا في الحفاظ على حاسة السمع وجودة الحياة السمعية.
