أكبر تمثال من فابرجيه يثير حماس هواة الجمع في مزاد عالمي.. كم تقدر قيمته؟ (فيديو)
أعلنت دار سوذبيز للمزادات العالمية، عن عرض تمثال استثنائي ونادر من أعمال دار المجوهرات الروسية الشهيرة فابرجيه، يحمل ملامح أسد ذكريّ منحوت بدقة متناهية من حجر الكوارتز الأفنتورين الفاخر.
يُطرح هذا العمل الفني الفريد في مزاد خاص مساء 18 ديسمبر الجاري، بتقدير سعري يتراوح بين 300 ألف و500 ألف دولار أمريكي، مع بدء المزايدة عند 250 ألف دولار.
ويعود أصل التمثال إلى فترة ما قبل الثورة الروسية، حيث نُحت في مدينة سانت بطرسبرغ نحو عام 1916، ويُعد من أبرز المنحوتات الحيوانية التي خرجت من مشغل فابرجيه.
ويجلس الأسد في وقفة واثقة رافعًا رأسه وصدره بفخر، مظهرًا عرفاً كثيفًا محفورًا بمهارة تعكس براعة الحرفيين الروس في ذلك العصر، أما عيناه، فمرصعتان بماستين باللون الأصفر، مما أضفى عليه طابعًا ملكيًا نادرًا.
ويُعرض التمثال داخل علبته الأصلية المصنوعة من خشب الهولي الفاخر، ومرفق ببطاقة فابرجيه الأصلية، التي تحمل الرقم التسلسلي 24773 والسعر القديم المسجل عند 3,000 روبل، أي ما يعادل نحو 37.78 دولارًا أمريكيًا في ذلك الوقت.
كما يظهر أسفل القاعدة نقش لكلمة "Orlitz"، في إشارة إلى نوع حجر الكوارتز الذي نُحتت منه التحفة بعناية فائقة.
تاريخ تمثال الأسد لفابرجيه
تشير السجلات الرسمية المسجلة في دفاتر فرع فابرجيه في موسكو لعام 1919، التي وثقها البلاشفة بعد تأميم الشركة إثر الثورة، إلى وجود القطعة ضمن "الصندوق رقم 84"، بوصفها "أسدًا من حجر مرصع بالألماس"، مع تحديد كلفتها بـ37.78 دولارًا أمريكيًا.
وتُعد هذه القطعة من أكبر المنحوتات الحيوانية التي أنتجتها فابرجيه على الإطلاق، إذ لا يُعرف سوى نسخة أخرى مماثلة منحوتة من حجر البوينايت، محفوظة داخل متحف فيرمسمان المعدني في موسكو (رقم الجرد PDK-1616).
لكن النسخة الموجودة في المتحف وصلت دون عيونها الأصلية، واستُبدلت بعيون من الزجاج، مما يجعل النسخة المطروحة في سوذبيز أكثر تميزًا بفضل احتفاظها بالماسات الأصلية.
كما تُظهر أرقام السجلات التجارية، أن هذا التمثال صُنع ضمن مجموعة من القطع التي أنجزتها فابرجيه قبل أكتوبر 1916، وهي الفترة التي كانت تورد فيها أعمالها لأفراد العائلة الإمبراطورية الروسية، ومنهم الإمبراطورة ماريا فيودوروفنا والملكة ألكسندرا ملكة إنجلترا.
وينتمي تمثال الأسد المعروض اليوم إلى مجموعة بينغ كروسبي وزوجته كاثرين كروسبي، وهما من أبرز المشاهير الأمريكيين الذين جمعوا قطع فابرجيه بروح فنية راقية خلال القرن العشرين.
وبدأت قصة عشقهما لهذا الفن، بعد أن أهدى بينغ زوجته دبوسًا صغيرًا من أعمال فابرجيه احتفالًا بتخرجها من كلية التمريض، وسرعان ما تحوّل الإعجاب بفن نحت الأحجار الصلبة إلى شغف جمع شامل، جعل من منزلهما متحفًا مصغرًا يحتضن روائع الدار الروسية.
وقد زار الزوجان أبرز تجار فابرجيه في العالم، من بينهم معرض وارتسكي في لندن ومتجر A La Vieille Russie في نيويورك، لحيازة أعمال مميزة مثل هذا التمثال.
وأكد خبراء دار سوذبيز في بيانهم أن تمثال الأسد المرصع بالماس يمثل قمة فن النحت الروسي في أوائل القرن العشرين، وأنه يجمع بين الجاذبية الإمبراطورية والفخامة الفنية، التي جعلت اسم فابرجيه خالدًا في تاريخ الفنون.
