تحذير: النوم السيئ يدخل الإنسان في اضطرابات جسمية وعقلية!
حذر خبراء علم النفس من أن قلة النوم لا تؤثر فقط في النشاط والتركيز اليومي، بل قد تدخل الإنسان في حلقة مفرغة من اضطرابات النوم وتدهور الصحة النفسية، وهي حلقة يصعب كسرها دون تدخل مبكر.
بحسب جينالي دوم، أستاذة مشاركة في علم النفس بجامعة دنفر، وميليسا نيفاريز-بريستر، طالبة دكتوراه في علم النفس التنموي بنفس الجامعة، فإن ليلة واحدة من النوم السيئ قد تكفي لإحداث تغيّرات مزاجية وسلوكية تمتد لأيام.
توضح دوم: "عندما لا يحصل الشخص على نوم كافٍ، يبدأ يومه التالي بشعور من الخمول الذهني وانخفاض التركيز، وتفقد الأنشطة الممتعة تأثيرها المعتاد. ومع تراجع الطاقة والدافعية، يميل الفرد إلى تجنب ممارسة الرياضة أو التواصل الاجتماعي، ما يعزز مشاعر الانعزال والضيق. ومع حلول الليل، تتسلل الأفكار القلقة بشأن اليوم الصعب، لتتحول محاولة النوم إلى تجربة مشحونة بالتوتر، تنتهي غالبًا بليلة جديدة من الأرق".
العلاقة بين قلة النوم والصحة النفسية
تؤكد دوم ونيفاريز-بريستر أن اضطراب النوم مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمشكلات الصحة النفسية، إذ يُعد الأرق أحد الأعراض الأساسية للاكتئاب، مشيرتين إلى أن مشكلات النوم تسهم في تفاقم اضطرابات نفسية أخرى مثل الفصام واضطراب ما بعد الصدمة.
وتوضحان أن الحالة النفسية نفسها تؤثر سلبًا في النوم، فالأفكار السلبية وصعوبة الاسترخاء تجعل النوم المتواصل أمرًا شاقًا، ما يزيد من تعقيد المشكلة ويجعل علاجها أكثر صعوبة.
تقول دوم: "النوم يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم الإيقاع اليومي للجسم، الذي يتحكم في فترات اليقظة والنوم. وعندما يتعرض الجسم للضوء أو الضغط النفسي، قد يختل هذا الإيقاع ويؤثر في إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن تنظيم التوتر، ما يزيد من صعوبة التعامل مع الضغوط اليومية."
وتضيف نيفاريز-بريستر: "اضطرابات النوم تؤثر أيضًا في جهاز المناعة، فتضعف الاستجابة للفيروسات وتزيد من الالتهابات، وهو عامل أساسي في تطور أمراض مثل الاكتئاب وأمراض القلب والسرطان."
تشير دوم إلى أن استمرار قلة النوم يجعل تنظيم المشاعر أكثر صعوبة ويضعف القدرة على التعامل مع الضغوط اليومية.
وتضيف: "مع انخفاض الطاقة والتركيز، قد يلجأ البعض إلى السلوكيات غير الصحية مثل الإفراط في تناول الطعام أو الكحول، وهو ما يزيد اضطراب النوم سوءًا ويؤجج الدورة المفرغة بين الأرق وتدهور الصحة النفسية".
توضح دوم ونيفاريز-بريستر: "أطفال الأمهات اللواتي يعانين من مشكلات النوم أثناء الحمل أكثر عرضة لاضطرابات النوم، وزيادة احتمالات السمنة، والمشكلات السلوكية في الطفولة".
نصائح طبية بخصوص النوم
تؤكد الباحثتان على أهمية فحص جودة النوم خلال المتابعة الطبية. تقول دوم: "إذا لاحظتم مشكلات نوم أو تغيرات مزاجية، يجب مناقشتها مع الطبيب وطلب الدعم النفسي عند الحاجة". وتضيف نيفاريز-بريستر: "سؤال المقربين عن النوم والحالة النفسية يمكن أن يكون خطوة أولى نحو العلاج".
وتختتم الباحثتان بالقول: "النوم الصحي ليس رفاهية، بل ضرورة أساسية للحفاظ على التوازن النفسي والجسدي، سواء خلال الحمل أو في مختلف مراحل الحياة".
