أزمة الظهير الأيسر تصنع بطلًا جديدًا في ريال مدريد: قصة فيكتور فالديبيناس
في مفاجأة غير متوقعة لجماهير ريال مدريد، حملت قائمة التشكيل الأساسية لمواجهة ديبورتيفو ألافيس اسمًا لم يكن في حسابات الكثيرين، بعدما اضطر المدرب تشابي ألونسو للدفع بالمدافع الشاب فيكتور فالديبيناس (19 عامًا) في مركز الظهير الأيسر، في قرار فرضته ظروف قاهرة أكثر منه خيارًا فنيًا.
جاء ظهور فالديبيناس منذ الدقيقة الأولى نتيجة أزمة خانقة ضربت الجبهة اليسرى للفريق الملكي، في ظل إصابة فيرلاند ميندي، وإيقاف كل من فران غارسيا وألفارو كاريراس، ليجد ألونسو نفسه بلا حلول تقليدية، ويلقي بالمسؤولية كاملة على عاتق لاعب شاب يخوض أول اختبار حقيقي له تحت ضغط "سانتياغو برنابيو”.
طريق فيكتور فالديبيناس
على عكس معظم خريجي "لا فابريكا”، لم يكن طريق فالديبيناس ممهدًا داخل أسوار فالديبيباس، فاللاعب غادر ريال مدريد مبكرًا وانتقل إلى ليغانيس بين عامي 2020 و2023، في خطوة شكّلت نقطة تحول في مسيرته، إذ عاد بعدها أكثر نضجًا وقوة، ليُعيد النادي الملكي تصحيح مسار التفريط فيه.
الطفرة الحقيقية جاءت تحت قيادة ألفارو أربيلوا في فرق الشباب، حيث كشفت تقارير صحفية إسبانية، أبرزها عبر شبكة "ريليفو”، أن أربيلوا اعتبر فالديبيناس عنصرًا لا يمكن المساس به، ودفع بقوة لتصعيده، مشيدًا بعقليته الاحترافية وشخصيته القيادية التي تتجاوز عمره.
فنيًا، يصعب حصر فالديبيناس في قالب واحد، فاللاعب قلب دفاع أيسر بطول 188 سم، يتفوق في الكرات الهوائية، ويملك في الوقت ذاته سرعة لافتة وصلت – بحسب إحصاءات صحفية – إلى 34 كم/ساعة، ما يمنحه القدرة على شغل مركز الظهير الأيسر دون معاناة بدنية.
هذا المزيج فتح باب المقارنات؛ فهناك من يراه نسخة جديدة من ديفيد ألابا بفضل قدمه اليسرى وجودة خروجه بالكرة، بينما يصفه آخرون بروح ناتشو فيرنانديز، المدافع الملتزم، الذي يضع مصلحة الفريق فوق أي استعراض فردي، وهو ما يحتاجه ريال مدريد في مواجهات الضغط العالي.
صراع فيكتور فالديبيناس خلف الكواليس
لم يكن وصول فالديبيناس إلى هذا المشهد وليد الصدفة، فقد أكدت تقارير وجود اهتمام جدي من آرسنال بالتعاقد معه، مستغلًا قرب انتهاء عقده في وقت سابق، ما دفع إدارة ريال مدريد للتحرك سريعًا وتجديد عقده، مع تصعيده للتدريب مع الفريق الأول.
مشاركته اليوم تحمل رسالة مزدوجة؛ فنية تؤكد ثقة الجهاز الفني بقدراته، وإدارية تعكس تمسك النادي بمواهبه الشابة ورفض التفريط فيها.
ولعل الأزمة التي ضربت الجبهة اليسرى لريال مدريد تحولت إلى فرصة ذهبية للاعب شاب وجد نفسه فجأة في قلب الحدث، وما يراه الجمهور مأزقًا طارئًا، قد يكون بداية فصل جديد في مسيرة مدافع شاب أُلقي به في النار، ليُثبت إن كان جديرًا بالنجاة والتألق.
